تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٦٣٦
قال: حدثني أبي، عن حمدان بن سليمان النيسابوري، عن علي بن محمد الجهم، قال:
حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا عليه السلام فقال له: يا بن رسول الله أليس من قولك أن الأنبياء معصومون؟ قال: بلى، قال: فما معنى قول الله عز وجل " وعصى آدم ربه " إلى أن قال: فأخبرني عن قول إبراهيم: " رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي " قال الرضا عليه السلام: إن الله تعالى كان أوحى إلى إبراهيم عليه السلام: إني متخذ من عبادي خليلا إن سألني إحياء الموتى أجبته، فوقع في نفس إبراهيم عليه السلام أنه ذلك الخليل فقال: " رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي " على الخلة؟ قال: " فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزأ ثم أدعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم " فأخذ إبراهيم نسرا وبطا وطاووسا وديكا فقطعهن وخلطهن ثم جعل على كل جبل من الجبال التي حوله، وكانت عشرة، منهن جزءا، وجعل مناقيرهن بين أصابعه ثم دعاهن بأسمائهن ووضع عنده حبا وماء فتطايرت تلك الأجزاء بعضها إلى بعض حتى استوت الأبدان وجاء كل بدن حتى انضم إلى رقبته ورأسه فخلى إبراهيم عن مناقيرهن فطرن ثم وقعن فشربن من ذلك الماء والتقطن من ذلك الحب وقلن يا نبي الله أحييتنا أحياك الله، فقال إبراهيم: بل الله يحيي ويميت وهو على كل شئ قدير قال المأمون: بارك الله فيك يا أبا الحسن (1).
وفيه في باب استسقاء المأمون بالرضا عليه السلام بعد جري كلام بين الرضا و بين بعض أهل النصب من حجاب فغضب الحاجب عند ذلك فقال: يا بن موسى لقد عدوت طورك وتجاوزت قدرك أن بعث الله تعالى بمطر يقدر وقته لا يتقدم ولا يتأخر جعلته آية تستطيل بها، وصولة تصول بها كأنك جئت بمثل آية الخليل إبراهيم عليه السلام لما أخذ رأس الطير بيده ودعا أعضاءها التي كان فرقها على الجبال فأتينه سعيا وتركبن على الرؤوس فخفقن وطرن بإذن الله عز وجل، فإن كنت

(١) عيون أخبار الرضا: ج ١، ص ١٩٨، باب ١٥ ذكر مجلس آخر للرضا عليه السلام عند المأمون في عصمة الأنبياء عليهم السلام، قطعة من حديث 1.
(٦٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 631 632 633 634 635 636 637 638 639 640 642 ... » »»
الفهرست