تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٤٨٤
مناسكك واعترف بذنبك فسمي عرفات، والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة (1).
فاذكروا الله: بالتلبية والتهليل والدعاء، وقيل بصلاة العشائين.
عند المشعر الحرام: قيل: جبل وسمى قزح.
وقيل ما بين مأزمي عرفة ووادي محسر، وسمي مشعرا، لأنه معلم العبادة، ووصف بالحرم لحرمته، ومعنى عند المشعر الحرام، مما يليه ويقرب منه فإنه أفضل.
واذكروه كما هديكم: كما علمكم، و (ما) مصدرية أو كافة.
وإن كنتم من قبله: أي الهدى.
لمن الضالين: الجاهلين بالايمان والطاعة، و (إن) هي المخففة، واللام هي الفارقة، وقيل: (إن) نافية، واللام بمعنى إلا، كقوله: " وان نظنك لمن الكاذبين " (2).
ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس: في مجمع البيان: من حيث أفاض الناس، قيل فيه قولان:
أحدهما: أن المراد الإفاضة من عرفات، وأراد بالناس سائر العرب، فإنه أمر لقريش وحلفائهم وهم الحمس (3) لأنهم كانوا لا يقفون مع الناس بعرفة، ولا يفيضون منها، ويقولون: نحن أهل حرم الله فلا نخرج منه، وكانوا يقفون بالمزدلفة و يفيضون منها، فأمرهم الله بالوقوف بعرفة والإفاضة منها كما يفيض الناس، وأراد

(١) الكافي: ج ٤، ص ٢٠٧، كتاب الحج، باب حج إبراهيم وإسماعيل وبنائهما البيت ومن ولي البيت بعدهما عليهما السلام، قطعة من حديث ٩.
(٢) سورة الشعراء: الآية ١٨٦.
(٣) الحمس جمع الأحمس وهم قريش ومن ولدت قريش وكنانته، وجديلة قيس، سموا حمسا لأنهم تحمسوا في دينهم، أي تشددوا، والحماسة: الشجاعة، كانوا يقفون بمزدلفة ولا يقفون بعرفة، ويقولون:
نحن أهل الله فلا نخرج من الحرم، وكانوا لا يدخلون البيوت من أبوابها وهم محرمون. النهاية لابن الأثير: ج 1، ص 440، " في لغة حمس ".
(٤٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 479 480 481 482 483 484 485 486 487 488 489 ... » »»
الفهرست