تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٣٨٠
في العلم " (1) (2) وفي تفسير العياشي: عن الثماني قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: " لنبلونكم بشئ من الخوف والجوع "؟ قال: ذلك جوع خاص وجوع عام، فأما بالشام فإنه عام، وأما الخاص بالكوفة يخص ولا يعم، ولكنه يخص بالكوفة أعداء آل محمد (عليه الصلاة والسلام) فيهلكهم الله بالجوع، وأما الخوف فإنه عام بالشام، وذلك الخوف إذا قام القائم (عليه السلام)، وأما الجوع فقبل قيام القائم (عليه السلام)، وذلك قوله: " ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع " (3).
وفي كتاب علل الشرائع، باسناده إلى سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن في كتاب علي (عليه السلام): إن أشد الناس بلاء النبيون ثم الوصيون ثم الأمثل فالأمثل، وإنما ابتلي المؤمن على قدر أعماله الحسنة، فمن صح دينه وصح عمله اشتد بلاؤه، وذلك أن الله عز وجل لم يجعل الدنيا ثوابا لمؤمن ولا عقوبة لكافر، ومن سخف دينه وضعف عمله قل بلاؤه، والبلاء أسرع إلى المؤمن التقي من المطر إلى قرار الأرض (4).
وفي نهج البلاغة: إن الله يبتلي عباده عند الأعمال السيئة بنقص الثمرات، وحبس البركات، وإغلاق خزائن الخيرات، ليتوب تائب ويقلع مقلع، ويتذكر متذكر، ويزدجر مزدجر (5).
وبشر الصبرين * الذين إذا أصبتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون:
الخطاب للرسول، أو لمن تتأتى منه البشارة. والمصيبة تعم ما يصيب الانسان من مكروه.

(١) سورة آل عمران: الآية ٧.
(٢) كمال الدين وتمام النعمة: ص ٦٤٩، باب ٥٧، ما روي في علامات خروج القائم (عليه السلام)، ح ٣.
(٣) تفسير العياشي: ج ١، ص ٦٨، ح ١٢٥.
(٤) علل الشرائع: ج ١، ص 44، باب 40، العلة التي من أجلها يبتلى النبيون والمؤمنون، ح 1.
(5) نهج البلاغة: ص 199، الخطبة 143.
(٣٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 375 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 ... » »»
الفهرست