تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٢٠
وأنفقت في نيله المهج والأفكار، علم التفسير الذي هو رئيس العلوم الدينية و رأسها، ومبنى قواعد الشرع وأساسها، الذي لا يتم لتعاطيه وإجالة النظر فيه، إلا من فاق في العلوم الدينية كلها، والصناعات الأدبية بأنواعها.
وقد كنت فيما مضى قد رقمت تعليقات على التفسير المشهور للعلامة الزمخشري (1) وأجلت النظر فيه، ثم على الحاشية للعلامة النحرير والفاضل المهرير (2) الشيخ الكاملي (3) بهاء الدين العاملي (4) ثم سنح لي أن أؤلف تفسيرا يحتوي على دقائق أسرار التنزيل ونكات أبكار التأويل، مع نقل ما روي في التفسير والتأويل عن الأئمة الأطهار والهداة الأبرار، إلا أن قصور بضاعتي يمنعني عن

(١) هو جار الله أبو القاسم، محمود بن عمر بن محمد الخوارزمي الزمخشري وكان متضلعا في التفسير والنحو واللغة، له تصانيف مشهورة معروفة. منها: الكشاف عن حقائق التنزيل، وأساس البلاغة، والأنموذج، والفائق، وربيع الأبرار.
ولد سنه ٤٦٧ هجرية بزمخشر، وتوفى سنه ٥٣٨ هجرية بجرجانية خوارزم.
الكنى والألقاب: ج ٢، ص ٢٦٧.
(٢) مهر في العلم وغيره يمهر بفتحتين مهورا ومهارة فهو ماهر: اي حاذق عالم بذلك. المصباح المنير:
ص ٥٨٢.
(٣) الكامل: من تمت صفاته. المنجد ص ٦٩٨ في مادة " كمل ".
(٤) هو شيخ الاسلام والمسلمين بهاء الملة والدين محمد بن الحسين بن عبد الصمد الجبعي العاملي الحارثي.
ولد ببعلبك سنة ٩٥٣ هجرية، وانتقل مع والده إلى أصفهان، وتتلمذ على يد والده وجهابذة العلم حتى صار في بلاد إيران شيخ الاسلام وفوضت إليه أمور الشريعة.
له مصنفات فائقه مشهورة أكثرها مطبوعة منها: حبل المتين، ومشرق الشمسين، والأربعين، والجامع العباسي، والكشكول، والمخلاة، والعروة الوثقى، ونان وحلوا، والزبدة، والصمدية، وخلاصة الحساب، وتشريح الأفلاك، والرسالة الهلالية، ومفتاح الفلاح في عمل اليوم والليلة وغير ذلك من الكتب الأخرى التي تكشف عن تضلعه بمختلف العلوم والفنون.
هذا مضافا إلى مخترعاته الكثيرة التي لا تزال بعضها موجودة لحد الآن في إيران. وتوفى (قدس سره) سنه 1031 هجرية بأصفهان، ودفن في مشهد المقدس قريبا من الحضرة الرضوية على ساكنها آلاف التحية والسلام.
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»
الفهرست