تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ، شرح شواهد الكشاف - محب الدين الأفندي - الصفحة ٥٦٥
وظل نساء الحي حولي ركدا * يراودن منى ما تريد نسائيا وقد علمت عرسي مليكة أنني * أنا الليث معدوا عليه وعاديا وقد كنت نحار الجزور معمل * لسمطي وأمضى حيث لا حي ماضيا وأنحر للشرب الكرام مطيتي * وأصدع بين القينتين ركابيا وكنت إذا ما الخيل سمها القنا * لبيقا بتعريف القناة نبائيا وعادية سوم الجرام وزعتها * بكفى وقد أنحو إلى العواليا كأني لم أركب جوادا ولم أقل * لخيلي كرى نفسي عن رجاليا ولم أسبأ الزق الروى ولم أقل * لأيسار صدق أعظموا ضوء ناريا أخشى رجيلا أو ركيبا غاديا * والذئب أخشاه وكلبا عاويا) في سورة الجن عند قوله تعالى (ملئت حرسا شديدا وشهبا) الحرس: اسم مفرد بمعنى الحراس كالخدم في معنى الخدام ولذلك وصف بشديد، ولو ذهب إلى معناه لقيل شدادا ونحوه: أخشى رجيلا اه‍. وقال غاديا لأن الرجل والركب مفردان في معنى الرجال والركبان، كما أن الحرس اسم مفرد في معنى الحراس.
(دعتهم بأعلى صوتها ورمتهم * بمثل الجمال الصفر نزاعة الشوى) في سورة المرسلات عند قوله تعالى (نزاعة للشوى) يصف عمرو بن حطان جهنم ودعاءها الكفار إلى نفسها.
قال تعالى (كلا إنها لظى نزاعة للشوى) وقوله دعتهم بأعلى صوتها. قال ابن عباس: تدعو الكافرين والمنافقين بأسمائهم بلسان فصيح، وتقول: إلى إلى، تلتقطهم كما يلتقط الطير الحب، وقوله: ورمتهم بمثل الجمال الصفر كما قال تعالى (إنها ترمى بشرر كالقصر كأنه جمالات صفر) والجمال: جمع جمل، وقال صفر لإرادة الجنس، وقيل صفر سود تضرب إلى الصفرة، وقوله (نزاعة للشوى) أي للأطراف وهى القوائم والجلود، وقيل الشوى جمع شواة: وهى من جوارح الإنسان ما لم يكن مقتلا، يقال رماه فأشواه إذا لم يصب مقتلا.
(ورواقم رقش كمثل أراقم * قطف الخطا نيالة أقصى المدى سود القوائم ما يجد مسيرها * إلا إذا لعبت بها بيض المدى) هما للمصنف في سورة القلم، حيث قال: ولبعضهم في صفة القلم وأنشد البيتين. الرقم: الكتابة، والرواقم جمع راقم، وهو صفة لموصوف محذوف: أي رب أقلام رواقم، وهو مبتدأ، والرقش كالنقش، يقال: حية رقشاء لترقيش في ظهر، وكمثل أراقم خبر المبتدأ جمع أرقم: وهو الحية التي فيها بياض وسواد، ومثل تستعمل بمعنى الشبه وبمعنى نفس الشئ وزائدة، وعلى تقدير الزيادة يكون التقدير كأراقم، ويحتمل أن تكون الكاف مؤكدة لمثل، كما عكس ذلك من قال * فصيروا مثل كعصف مأكول * والتقدير مثل مثل، وحسن الجمع بين مثل والكاف اختلاف لفظيهما مع قصد المبالغة في التشبيه، ولو كررت المثل لم يجز قطف الخطا القطوف.
من الدواب البطئ المشي والخطا جمع خطوة بضم الخاء: ما بين القدمين، وبالفتح المرة الواحدة، وجمع القلة خطوات والكثرة خطا. ونيالة اسم فاعل من بناء المبالغة، من نال ينال: أصاب، وأصله نيل ينيل كتعب يتعب،
(٥٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 558 559 560 561 562 563 564 565 566 567 568 » »»
الفهرست