تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ، شرح شواهد الكشاف - محب الدين الأفندي - الصفحة ٥٦٣
لسانك ماذى وعينك علقم * وشرك مبسوط وخيرك منطوى فليت كفافا كان خيرك كله * وشرك عنه ما ارتوى الماء مرتوى وكم مواطن البيت، وبعده:
جمعت وفحشا غيبة ونميمة * ثلاث خصال لست عنها بمرعوى (لا هيثم الليلة في المطي * ولا فتى إلا ابن خيبري) في سورة آل عمران عند قوله تعالى (ولو افتدى به) أي بمثله كقوله تعالى (ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا ومثله معه) والمثل يحذف في كلامهم كثيرا كقولهم: أبو يوسف أبو حنيفة يريد مثله: أي ولا مثل هيثم، والهيثم: جمال يحسن مراعاة الجمال، يقول: لا مثل هيثم لمراعاة المطي، ومثله: قضية ولا أبا حسن لها، يريد به عليا رضي الله عنه.
(قال لها هل لك يا نافى * قالت له ما أنت بالمرضى * ماض إذا ما هم بالمضي) في سورة إبراهيم عند قوله تعالى (ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي) بكسر الياء وهى ضعيفة، واستشهد لها بهذا البيت المجهول، وكأنه قدر ياء الإضافة ساكنة، وقبلها ياء ساكنة فحركت بالكسر لما عليه أصل التقاء الساكنين، ولكنه غير صحيح لأن ياء الإضافة لا تكون إلا مفتوحة حيث قبلها ألف في نحو: عصاي فما بالها وقبلها ياء، وقد انتدب لنصرة هذه القراءة أبو علي الفارسي في كتاب الحجة، وذكر وجهه مفصلا.
(ومثل الدمى شم العرانين ساكن * بهن الحياء لا يشعن التقافيا) في سورة الإسراء عند قوله تعالى (ولا تقف ما ليس لك به علم) أي لا تتبع، والمراد النهى عن أن يقول الرجل ما لا يعلم، وأن يعمل بما لا يعلم صحته من فساده. وعن ابن الحنيفة: شهادة الزور. وعن الحسن:
لا تقف أخاك المسلم إذا مر بك فتقول هذا يفعل كذا أو رأيته يفعل كذا أو سمعته ولم تر ولم تسمع. وقيل القفو شبيه بالعضيهة، ومنه الحديث " من قفا مؤمنا بما ليس فيه حبسه الله في درغة الخبال حتى يأتي بالمخرج " ومعنى العضيهة: الإفك والبهتان. ومعنى ردغة الخبال: أي عصارة. أهل النار وفى الصحاح: الردغة مثقلا ومخففا الماء والطين والوحل الشدد. وقوله حتى يأتي بالمخرج: أي يحمل عليه من ذنوب المغتاب فيعذب في النار على مقداره ثم يخرج منها، والدمى جمع دمية: وهى الصنم والصورة المنقوشة. والشمم: ارتفاع الأنف، وشم العرانين كناية عن التكبر. لا يشعن: أي لا يظهرن التقافيا: أي التقاذف. يصف جماعة من النساء بالجمال والتكبر والحياء وصون اللسان من القذف. وقوله لا يشعن التقافيا: أي لا تقافي بمعنى لا تقاذف ولا شيوع إذ لا بد له من الشيوع لكونه بين اثنين.
(وقائلة خولان فانكح فتاتهم * وأكرومة الحيين خلو كما هيا) قال العيني: قائله مجهول لا يعرف. في سورة مريم عند قوله تعالى (رب السماوات والأرض) بدل من ربك، ويجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف: أي هو رب السماوات والأرض فاعبده، كقوله تعالى في سورة الفرقان (الرحمن فاسئل به خبيرا) على تقدير أن يكون مبتدأ، وخبره الجملة من قوله فاسئل على رأى الأخفش، وقوله وقائلة الخ. وعلى هذا الوجه يكون (وما كان ربك نسيا) من كلام المتقين وما بعده من كلام رب العزة، وخولان:
(٥٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 558 559 560 561 562 563 564 565 566 567 568 » »»
الفهرست