الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ٢ - الصفحة ٢٨
أولئك الذين أبسلوا بما كسبوا، لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون.
قل أندعو من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران له أصحاب يدعونه إلى الهدى ائتنا، قل إن هدى الله هو الهدى،)
____________________
قوله منها لا ضمير العدل لأن العدل ههنا مصدر فلا يسند إليه الأخذ، وأما في قوله تعالى - ولا يؤخذ منها عدل - فبمعنى المفدى به فصح إسناده إليه (أولئك) إشارة إلى المتخذين دينهم لعبا ولهوا. قيل نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه حين دعاه ابنه عبد الرحمن إلى عبادة الأوثان (قل أندعوا) أنعبد (من دون الله) الضار النافع ما لا يقدر على نفعنا ولا مضرتنا (ونرد على أعقابنا) راجعين إلى الشرك بعد إذ أنقذنا الله منه وهدانا للاسلام (كالذي استهوته الشياطين) كالذي ذهبت به مردة الجن والغيلان (في الأرض) المهمة (حيران) تائها ضالا عن الجادة لا يدري كيف يصنع (له) أي لهذا المستهوى (أصحاب) رفقة (يدعونه إلى الهدى) إلى أن يهدوه الطريق المستوي أو سمي الطريق المستقيم بالهدى. يقولون له (ائتنا) وقد اعتسف المهمة تابعا للجن لا يجيبهم ولا يأتيهم، وهذا مبني على ما تزعمه العرب وتعتقده أن الجن تستهوي الانسان والغيلان تستولي عليه كقوله - كالذي يتخبطه الشيطان من المس - فشبه الضال عن طريق الاسلام التابع لخطوات الشيطان والمسلمون يدعونه إليه فلا يلتفت إليهم (قل إن هدى الله) وهو الاسلام (هو الهدى) وحده وما وراءه ضلال وغي - ومن يبتغ غير الاسلام دينا - فماذا بعد الحق
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 ... » »»