التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٨ - الصفحة ٧١
ثم اخبر ان هؤلاء الشعراء يقولون ويحثون على أشياء لا يفعلونها هم، وينهون عن أشياء يرتكبونها، ثم استثنى من جملتهم الذين آمنوا منهم وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا، فاجتنبوا معاصيه، وانتصروا - لنفوسهم في الدين - من الذين ظلموهم. وقيل: أراد الشعراء الذين ردوا على المشركين هجاءهم للمؤمنين، فانتصروا بذلك للنبي والمؤمنين، ثم هدد الظالمين، فقال " وسيعلم الذين ظلموا " نفوسهم " أي منقلب ينقلبون " أي أي منصرف ينصرفون إليه لان منصرفهم إلى النار، نعوذ بالله منها. وقيل أراد الذين ظلموا نفوسهم بقول الشعر الباطل من هجو النبي والمؤمنين، ومن يكذب في شعره.
وقوله " أي منقلب ينقلبون " نصب (أي) ب‍ (ينقلبون) ولا يجوز أن أن يكون منصوبا ب‍ (سيعلم)، لان أيا لا يعمل فيها ما قبلها، لان الاستفهام له صدر الكلام حتى ينفصل من الخبر بذلك.
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 73 74 75 76 77 ... » »»
الفهرست