التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٨ - الصفحة ٦٧
عزل الأمير بالأمير المبدل (1) وإنما لم ينبغ لهم ذاك لحراسة المعجزة عن أن تتموه بالباطل، لان الله إذا أراد أن يدل بها على صدق الصادق أخلصها بمثل هذه الحراسة، حتى تصح الدلالة.
ثم نهى نبيه صلى الله عليه وآله والمراد به المكلفين، فقال " ولا تدع مع الله إلها آخر فتكون من المعذبين " وتقديره انك إن دعوت معه إلها آخر كنت من المعذبين.
ثم امره أن ينذر عشيرته الأقربين قيل: إنما خص في الذكر انذار عشيرته الأقربين، لأنه يبدأ بهم، ثم الذين يلونهم، كما قال تعالى " قاتلوا الذين يلونكم من الكفار " (2) لان ذلك هو الذي يقتضيه حسن التدبير: الترتيب. ويحتمل أن يكون أنذرهم بالافصاح عن قبيح ما هم عليه وعظم ما يؤدي إليه من غير تليين بالقول يقتضي تسهيل الامر لما يدعو إليه مقاربة العشيرة، بأن من نزل بهم الاغلاظ في هذا الباب أذلهم. وقيل: ذكر عشيرتك الأقربين أي عرفهم إنك لا تغني عنهم من الله شيئا إن عصوه. وقيل: إنما خص عشيرته الأقربين لأنه يمكنه أن يجمعهم ثم ينذرهم، وقد فعل صلى الله عليه وآله ذلك. والقصة بذلك مشهورة فإنه روي أنه أمر صلى الله عليه وآله عليا بأن يصنع طعاما ثم دعا عليه بني عبد مناف وأطعمهم الطعام. ثم قال لهم: أيكم يؤازرني على هذا الامر يكن وزيري وأخي ووصيي، فلم يجبه أحد إلا علي (ع) والقصة في ذلك معروفة.
ثم أمره صلى الله عليه وآله بأن يخفض جناحه للمؤمنين الذين اتبعوه، ومعناه ألن جانبك وتواضع لهم، وحسن أخلاقك معهم - ذكره ابن زيد - ثم قال " فان عصوك " يعني أقاربك بعد انذارك إياهم وخالفوك فيما تدعوهم إليه إلى

(1) مر في 7 / 97، 456 (2) سورة 9 التوبة آية 124
(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 73 ... » »»
الفهرست