التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٥ - الصفحة ٤٤٨
المعنى استغفروا ربكم من ذنوبكم ثم توبوا إليه في المستأنف متى وقعت منكم المعصية، ذكره الجبائي وقوله " يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى " يعني انكم متى استغفرتموه وتبتم إليه متعكم متاعا حسنا في الدنيا بالنعم السابغة والملاذ المختلفة إلى الوقت الذي قدر لكم أجل الموت فيه.
وقوله " ويؤت كل ذي فضل فضله " يحتمل أمرين: أحدهما - أن يعطي كل ذي عمل على قدر عمله في الآخرة دون الدنيا، لأنها ليست دار الجزاء والثاني - الترغيب في عمل الخير لأنه على مقداره يجازي صاحبه.
وقوله " فان تولوا فاني أخاف عليكم " يحتمل أمرين: أحدهما - فان تتولوا، إلا أنه حذف للتضعيف ولذلك شدده ابن كثير في رواية البزي عنه.
والاخر - أن يكون بمعنى فقل " إني أخاف عليكم عذاب يوم كبير " يعنى عذاب يوم القيامة ووصف ذلك اليوم بالكبير لعظم ما يكون فيه من الأهوال والمجازاة لكل انسان على قدر عمله.
قوله تعالى إلى الله مرجعكم وهو على كل شئ قدير (4) آية قيل في معنى قوله " إلى الله مرجعكم " قولان: أحدهما - إليه مصيركم بإعادته إياكم للجزاء. والثاني - إلى الله مرجعكم بإعادته إلى مثل الابتداء من أنه لا يملك لكم ضرا ولا نفعا سواه تعالى، والمرجع المصير إلى مثل الحال الأولى.
وقوله " وهو على كل شئ قدير " اخبار منه تعالى انه يقدر على كل شئ إلا ما اخرجه الدليل مما يستحيل أن يكون قادرا عليه من مقدورات غيره وما يقضى وقته من الأجناس التي لا يصلح عليها البقاء.
(٤٤٨)
مفاتيح البحث: يوم القيامة (1)، الموت (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 443 444 445 446 447 448 449 450 451 452 453 ... » »»
الفهرست