التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٥ - الصفحة ٤٣٧
يحكم انهم أهله ذما لهم واسما " على الذين لا يعقلون " اي كأنهم لا يعقلون شيئا ذما لهم وعيبا وقال ابن عباس: الرجس الغضب والسخط. وقال أبو عبيدة الرجز العذاب ومثله الرجس، ومنه قوله " لان كشفت عنا الرجز " (1) وقوله " فلما كشفنا عنهم الرجز " (2) وقوله " والرجز فاهجر " (3) معناه وذا الرجز أي الذي تؤدي عبادته إلى العذاب. وقال الحسن: الرجز بضم الراء العذاب، وبكسرها الرجس. وقال الفراء: يجوز أن يكون الرجز بمعنى الرجس وقلبت الزاي سينا كما قالوا أسد وأزد.
قوله تعالى:
قل انظروا ماذا في السماوات والأرض وما تغني الا يأت والنذر عن قوم لا يؤمنون (101) آية امر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله أن يأمر الخلق بالنظر لأنه الطريق المؤدي إلى معرفة الله تعالى. والنظر المراد في الآية الفكر والاعتبار. وقال الرماني: هو طلب الشئ من جهة الفكر كما يطلب ادراكه بالعين. ومعنى قوله تعالى " ماذا في السماوات والأرض " أي ما فيهما من العبر من مجئ الليل والنهار مجرى البحور والأفلاك ونتاج الحيوان وخروج الزرع والثمار، ووقوف السماوات والأرض بغير عماد، لان كل ذلك تدبير يقتضي مدبرا لا يشبه الأشياء ولا تشبهه. وقوله " وما تغني الا يأت والنذر عن قوم لا يؤمنون " قيل في معناه قولان:
أحدهما - أن تكون (ما) نفيا بمعنى ما يغني عنهم شيئا بدفع الضرر، إذا لم يفكروا فيها ولم يعتبروا بها كقولك: وما يغني عنك المال شيئا إذا لم تنفقه في وجوهه.

(1) سورة 7 الأعراف آية 133، 134 (2) سورة 7 الأعراف آية 133، 134 (3) سورة 74 المدثر آية 5
(٤٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 432 433 434 435 436 437 438 439 440 441 442 ... » »»
الفهرست