التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٥ - الصفحة ٤٣٩
النحوي: يقال نجا زيد نفسه، فإذا عديته، فان شئت قلت أنجيته وان شئت قلت نجيته. ومن شدد فلقوله " ونجينا الذين آمنوا " (1) ومن خفف فلقوله " فأنجاه الله من النار " (2) وكلاهما حسن.
أخبر الله تعالى أنه إذا أراد إهلاك قوم استحقوا الهلاك نجى رسله من بينهم وخلصهم من العقاب، ويخلص مع الرسل المؤمنين الذين أقروا له بالوحدانية وللرسل بالتصديق. وقوله " كذلك حقا علينا ننجي المؤمنين " وجه التشبيه في ذلك أن نجاة من يقر من المؤمنين كنجاة من مضى في أنه حق على الله ثابت لهم ويحتمل أن يكون العامل في " كذلك " ننجي الأول وتقديره ننجي رسلنا والذين آمنوا كذلك الانجاء ويحتمل أن يعمل فيه الثاني، وكذلك حقا علينا.
ومعنى قوله " حقا علينا " يحتمل أمرين: أحدهما - أن يكون معناه واجبا علينا ننجي المؤمنين من عقاب الكفار، ذكره الجبائي. والثاني - أن يكون على وجه التأكيد كقولك مررت بزيد حقا إلا أن علينا يقتضي الوجه الأول.
والنجاة مأخوذة من النجوة وهي الارتفاع عن الهلاك. والسلامة مأخوذة من إعطاء الشئ من غير نقيصه، أسلمته إليه إذا أعطيته سالما من غير آفة.
قوله تعالى:
قل يا أيها الناس إن كنتم في شك من ديني فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله ولكن أ عبد الله الذي يتوفاكم وأمرت أن أكون من المؤمنين (104) آية.
هذا خطاب من الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله ان يقول للخلق " يا أيها الناس ان كنتم

(1) سورة 41 حم السجدة آية 18 (2) سورة 29 العنكبوت آية 24
(٤٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 434 435 436 437 438 439 440 441 442 443 444 ... » »»
الفهرست