التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٤ - الصفحة ٥٥٥
تحت الذي اختار له الله الشجر (5) وإنما اختار اخراجهم للميقات. والميقات المذكور - ههنا - هو الميقات المذكور أولا، لأنه في سؤال الرؤية، وقد ذكر أولا ودل عليه ثانيا. وقيل هو غيره، لأنه كان في التوبة من عبادة العجل.
وقوله " فلما أخذتهم الرجفة " قيل في السبب الذي، لأجله أخذتهم الرجفة قولان:
أحدهما - لأنهم سألوا الرؤية في قول ابن إسحاق.
الثاني - قال ابن عباس: لأنهم لم ينهوا عن عبادة العجل. وقد بينا معنى الرجفة فيما مضى، وأنها الزلزلة العظيمة والحركة الشديدة.
وقوله " قال رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي " حكاية عما قال موسى لله تعالى، وأنه ناداه، وقال يا رب لو شئت أهلكتني وإياهم من قبل هذا الموقف.
وقوله " أتهلكنا بما فعل السفهاء منا " معناه النفي، وإن كان بصورة الانكار كما تقول (أتشتمني وأسكت عنك) أي لا يكون ذلك، والمعنى إنك لا تهلكنا بما فعل السفهاء منا، فبهذا نسألك رفع المحنة بالاهلاك عنا.
وقوله " إن هي الا فتنتك " معناه إن الرجفة إلا اختبارك وابتلاؤك ومحنتك أي تشديدك تشديد التبعد علينا بالصبر على ما أنزلته بنا من هذه الرجفة والصاعقة اللتين جعلتهما عقابا لمن سأل الرؤية وزجرا لهم ولغيرهم، ومثله قوله " أو لا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين " (1) يعني بذلك الأمراض والاسقام التي شدد الله بها التعبد على عباده، فسمى ذلك فتنة من حيث يشدد الصبر عليها، ومثله " ألم. أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا

(٥) ديوانه: ١٥ ومجاز القرآن ١ / ٢٢٩ ومعاني القرآن 1 / 395 واللسان (خير) وتفسير الطبري 13 / 147.
(1) سورة 9 التوبة آية 127.
(٥٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 550 551 552 553 554 555 556 557 558 559 560 » »»
الفهرست