التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٤ - الصفحة ٥٤٥
والجسد ما غلظ، والجسم يقع على جسد الحيوان وغيره من الجمادات، والخوار صوت الثور، وهو صوت غليظ كالجؤار، وبناء (فعال) يدل على الآفة نحو الصراخ، والعوار والسكات والعطاش والنباح. وفي كيفية خوار العجل مع أنه مصوغ من الذهب خلاف، فقال الحسن: قبض السامري قبضة من تراب من أثر فرس جبرائيل (ع) يوم قطع البحر فقذف ذلك التراب في فم العجل، فتحول لحما ودما، وكان ذلك معتادا غير خارق للعادة، وجاز أن يفعل الله لمجرى العادة. وقال الجبائي والبلخي: إنما احتال بادخال الريح فيه حتى سمع له كالخوار، كما قد يحتال قوم اليوم كذلك.
ثم أخبر تعالى فقال " ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا " على وجه الانكار عليهم والتعجب من جهلهم وبعد تصورهم، فقال: كيف يعبدون هذا العجل، وهم يشاهدونه، ولا يكلمهم ولا يتأتى منه ذلك، ولا يهديهم إلى سبيل خير. ثم قال " اتخذوه " إلها " وكانوا ظالمين " في اتخاذهم له إلها واضعين للعبادة في غير موضعها.
والحلي الذي صاغ السامري منه العجل كانوا أصابوه من حلي آل فرعون قذفه البحر، فقال السامري ل‍ (هارون): إن هذا حرام كله وينبغي أن نحرقه كله أو نصرفه في وجه المصلحة، فأمر هارون بجمع ذلك كله، وأخذه السامري لأنه كان مطاعا فيهم، فصاغه عجلا وكان صائغا، وطرحه في النار وطرح معه التراب الذي معه.
قوله تعالى:
ولما سقط في أيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا قالوا لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين (148) آية.
قرأ أهل الكوفة إلا عاصما " لئن لم ترحمنا " بالتاء " ربنا " بالنصب على النداء. الباقون بالياء " ربنا " بالرفع على الخبر.
(٥٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 540 541 542 543 544 545 546 547 548 549 550 ... » »»
الفهرست