التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٤ - الصفحة ٥٢٩
وبأنه لا يصح في عدم ولا وجود. والمعنى في بطلان عملهم أنه لا يعود عليهم بنفع ولا يدفع ضرر، فكأنه بمنزلة ما لم يكن من هذا الوجه، والعمل إحداث ما به يكون الشئ على نقيض ما كان، وهو على ضربين: أحدهما - إحداث المعمول. والاخر - إحداث ما يتغير به.
و (هؤلاء) أصله أولاء أدخلت عليه (هاء) التنبيه، وهو مبني لتضمنه معنى الإشارة المعرفة، وهو مع ذلك مستبهم استبهام الحروف، إذ هو مفتقر في البيان عن معناه إلى غيره.
قوله تعالى:
قال أغير الله أبغيكم إلها وهو فضلكم على العالمين (139) آية في هذه الآية إخبار أيضا عما قال موسى لقومه بعد إزرائه على الأصنام وعلى من كان يعبدها وأن ما يفعلونه باطل مهلك: أأطلب غير الله لكم إلها؟!
قاله على وجه الانكار عليهم وإن كان بلفظ الاستفهام، فنصب " أغير الله " على أنه مفعول به، ونصب (إلها) على أحد شيئين:
أحدهما - كأنه قال أأطلب لكم غير الله تعالى معبودا؟!.
والثاني - أن يكون نصب إلها على أنه مفعول به، ونصب (غير) على الحال التي لو تأخرت كانت صفة.
و (بغى) يتعدى إلى مفعولين، وطلب يتعدى إلى مفعول واحد، لان معنى بغي أعطى: بغاه الخير أعطاه الخير، وليس كذلك طلب، لأنه غير مضمن بالمطلوب، وقد يجوز أن يكون بمعنى أبغي لكم.
وقوله " وهو فضلكم على العالمين " قيل في معناه قولان:
أحدهما - قال الحسن وأبو علي وغيرهما: يريد على عالمي زمانهم.
الثاني - معناه خصكم بفضائل من النعم بالآيات التي آتاكم، وارسال
(٥٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 524 525 526 527 528 529 530 531 532 533 534 ... » »»
الفهرست