التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٤ - الصفحة ٢٧١
وجل للعباد. وقوله " يذكرون " أصله يتذكرون فقلبت التاء ذالا وأدغمت الأولى في الثانية، ولم يجز قلب الذال إلى الدال كما جاز في " فهل من مدكر " (1) لأنهم لما لم يجيزوا ادغام التاء في الدال، لأنها أفضل منها بالجهر، قلبت إلى الدال لتعديل الحروف وليس كذلك ادغام التاء في الذال. وإنما خص الآيات بقوم يتذكرون لأنهم المنتفعون بها وان كانت آيات لغيرهم، كما قال " هدى للمتقين " وفي الآية دلالة على بطلان قول من قال: المعارف ضرورية لأنها لو كانت ضرورية لم يكن لتفصيل الآيات ليتذكر بها فائدة.
وقوله " لهم دار السلام " هذه لام الإضافة وإنما فتحت مع المضمر وكسرت مع الظاهر لامرين:
أحدهما - طلبا للتخفيف، لان الاضمار موضع تخفيف، وفتحت في الاستغاثة في (يالبكر) تشبيها بالكناية، ولأنه موضع تخفيف بالترخيم وحذف التنوين.
والثاني - أن أصلها الفتح، وإنما كسرت مع الظاهر للفرق بينها وبين لام الابتداء.
وقيل في معنا " السلام " ههنا قولان:
أحدهما - قال الحسن والسدي: انه الله وداره الجنة.
والثاني - قال الزجاج والجبائي: انها دار السلامة الدائمة من كل آفة وبلية.
وقوله " عند ربهم " قيل في معناه قولان:
أحدهما - مضمون عند ربهم حتى يوصله إليهم.
الثاني - في الآخرة يعطيهم إياه.
وقوله " وهو وليهم " يعني الله. وفي معنى (الولي) قولان:
أحدهما - انه يتولى ايصال المنافع إليهم ودفع المضار عنهم.

(1) سورة 54 القمر آية 15، 17، 22، 32، 40، 51.
(٢٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 ... » »»
الفهرست