التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٤ - الصفحة ٢٨٢
ومعنى " توعدون " من الايعاد بالعقاب يقال: أوعدته أوعده إيعادا، وقال الحسن: إنما توعدون من مجئ الساعة، لأنهم كانوا يكذبون بالبعث، فعلى هذا يجوز أن يكون المصدر الوعد لاختلاط الخير والشر، فيكون على التغليب إذ مجئ الساعة خير للمؤمنين وشر على الكافرين.
وقال الجبائي: ان معناه " ان ما توعدون " من الثواب والعقاب، فان الله يأتي به.
وقوله " وما أنتم بمعجزين " أي لستم معجزين الله عن الاتيان بالبعث والعقاب، وإنما قيل ذلك لان من يعبد الوثن يتوهم انه ينفعه في صرف المكروه عنه جهلا منه ووضعا للامر في غير موضعه. وأيضا فإنهم يعملون عمل من كان يفوته العقاب لتأخره عنه وطول السلامة بالامهال فيه.
قوله تعالى:
قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار إنه لا يفلح الظالمون (135) آية بلا خلاف.
قرأ أبو بكر " مكاناتكم " على الجمع. الباقون على التوحيد، وقرأ حمزة والكسائي يكون بالياء. الباقون بالتاء المعجمة من فوق. ومن قرأ بالياء فلان المصدر المؤنث يجوز تأنيثه على اللفظ وتذكيره على المعنى. ومن قرأ بالتاء فعلى اللفظ، فمما جاء منها على اللفظ قوله " فأخذتهم الصيحة " (1) وقوله " قد جاءتكم موعظة من ربكم " (2) وعلى المعنى قوله " واخذ الذين

(1) سورة 15 الحجر آية 73، 83 وسورة 23 المؤمنون آية 41 (2) سورة 10 يونس آية 57.
(٢٨٢)
مفاتيح البحث: الجهل (1)، الجواز (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 ... » »»
الفهرست