بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٠ - الصفحة ٥٦٧
اصطفاه الله على العالمين، ومن رضي بإمامة من يكره حكاية ألفاظه - كما مر من كلام الموجه - فقد بلغ الغاية في السفاهة وفاز بالقدح المعلى من الحماقة.
وأما من استشهد الشارح بشعره من الاعراب فهو ممن قال الله تعالى فيه:
* (الاعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله) * (1)، ومثله أحرى بأن يعد من البهائم، ولم يقل أحد بأن مثله يصلح للإمامة حتى يقاس بفعله فعل من ادعى الإمامة.
وما ذكره من أن الأحسن كان أن يقول مغمور أو مغلوب بالمرض فهو هذيان كقول إمامه، إذ الكلام في أنه لا يجوز الرد على الرسول صلى الله عليه وآله وإنكار قوله صلى الله عليه وآله (2) مطلقا، سواء كان في حال المرض أو غيره، للآيات والأخبار الدالة على وجوب الانقياد لأوامره ونواهيه، وأنه لا ينطق عن الهوى ولا يقول إلا حقا، والهجر وغلبة المرض - وإن كان أمرا شائعا في أكثر البشر - إلا أنه لا استبعاد في براءة من اصطفاه الله على العالمين عنه، كما أن غلبة النوم يعم (3) سائر الخلق.
وقد روى الخاص (4) والعام (5) أنه صلى الله عليه وآله كان لا ينام قلبه إذا

(١) التوبة: ٩٧.
(٢) في (س): قوله تعالى، بدلا من: قوله صلى الله عليه وآله، وهو خلاف الظاهر.
(٣) في (ك): تعم.
(٤) كما ورد في تفسير العسكري: ١٦٤، والاحتجاج ١ / ٢٣، وبحار الأنوار ٩ / ٢٨٦، ٣٠٧، والروايات في أن نوم الإمام عليه السلام ويقظته واحدة تجد جملة منها في بحار الأنوار ٢٥ / ١٥٧ و ٢٧ / ٣٠٢، و ٤٩ / ٦٣، ٨٧، و ٥٠ / ٢٩٠، و ٦١ / ٢٣٩.
(٥) كما في صحيح البخاري كتاب التهجد باب ١٦، وكتاب التراويح باب ١، وكتاب المناقب باب ٢٤، وصحيح مسلم كتاب المسافرين باب ١٢٥، وسنن أبي داود كتاب الطهارة باب ٧٩، وكتاب التطوع باب ٢٦، وصحيح الترمذي كتاب المواقيت باب ٢٠٨، وكتاب الفتن باب 63، وسنن النسائي كتاب الليل باب 36، وموطأ ابن مالك كتاب الليل باب 9، ومسند أحمد بن حنبل 1 / 220 و 278، و 2 / 251، 438، و 5 / 40، 50، و 6 / 36، 73، 104، وغيرها.
(٥٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 562 563 564 565 566 567 568 569 570 571 572 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب (16): باب آخر فيما كتب عليه السلام إلى أصحابه في ذلك تصريحا وتلويحا 7
2 باب (17): احتجاج الحسين عليه السلام على عمر وهو على المنبر 47
3 باب (18): في ذكر ما كان من حيرة الناس بعد وفاة رسول الله (ص) وغصب الخلافة وظهور جهل الغاصبين وكفرهم ورجوعهم إلى أمير المؤمنين (ع) 53
4 باب (19): ما أظهر أبو بكر وعمر من الندامة على غصب الخلافة عند الموت 121
5 باب (20) كفر الثلاثة ونفاقهم وفضائح أعمالهم وقبائح آثارهم وفضل التبري منهم ولعنهم 145
6 باب (21): باب آخر، في ذكر أهل التابوت في النار 405
7 باب (22) باب تفصيل مطاعن أبي بكر، والاحتجاج بها على المخالفين بإيراد الاخبار من كتبهم 411
8 الطعن الأول: عدم تولية النبي (ص) لأبي بكر شيئا من الأعمال، وعزله عن تبليغ سورة براءة 411
9 الطعن الثاني: التخلف عن جيش أسامة 427
10 الطعن الثالث: ما جرى في أمر فدك 443
11 الطعن الرابع: كون بيعة أبي بكر فلتة 443
12 الطعن الخامس: ترك الخليفة لإقامة الحد 471
13 الطعن السادس: قوله: أقيلوني، إن لي شيطانا يعتريني 495
14 الطعن السابع: جهل الخليفة بكثير من أحكام الدين 506
15 خاتمة: في ذكر ولادة أبي بكر ووفاته وبعض أحواله 517
16 باب (23): تفصيل مثالب عمر والاحتجاج بها على المخالفين بإيراد الاخبار من صحاحهم، وذكر بعض أحواله وبعض ما حدث في زمانه 529
17 الطعن الأول: قولته: إنه ليهجر 529
18 الطعن الثاني: التخلف عن جيش أسامة 582
19 الطعن الثالث: جهله بوفاة رسول الله (ص) 582
20 الطعن الرابع: تحريمه الخليفة للمتعتين 594
21 الطعن الخامس: تعطيل الحدود الشرعية 639
22 الطعن السادس: منعه للمغالاة في صداق النساء 655
23 الطعن السابع: تجسس الخليفة وتسوره الدار 661
24 الطعن الثامن: تركه الصلاة لفقد الماء 665
25 الطعن التاسع: أمره برجم الحامل 675
26 الطعن العاشر: أمره برجم المجنونة 680
27 الطعن الحادي عشر: جهله بأبسط الأمور 687
28 الطعن الثاني عشر: جهله بحرمة الحجر الأسود 688
29 الطعن الثالث عشر: موارد من جهله وهداية الغير له 691