بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٠ - الصفحة ٤١٣
فأما ادعاؤه أن الرواية وردت بأنهما وزيراه، فقد كان يجب أن يصحح ذلك قبل أن يعتمده ويحتج به، فإذا (1) ندفعه عنه أشد دفع. انتهى كلامه قدس سره.
وأقول: الرواية التي أشار إليها القاضي هي ما رواها في المشكاة (2)، عن الترمذي (3)، عن أبي سعيد الخدري: أن النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم قال:
ما من نبي إلا وله وزيران من أهل السماء، ووزيران من أهل الأرض، فأما وزيراي من أهل السماء فجبرئيل وميكائيل، وأما وزيراي من أهل الأرض فأبو بكر وعمر!.
ولا يخفي أنه خبر واحد من طريق الخصم لا حجة فيه، ووضع الحديث عادة قديمة، وقد قدمنا الاخبار في ذلك (4).
وحكى في (5) جامع الأصول (6) أن بعض أهل الضلال كان يقول - بعد ما رجع عن ضلالته -: انظروا إلى هذه الأحاديث عمن تأخذونها، فإنا كنا إذ رأينا

(١) في الشافي: فإنا، وهو الظاهر.
(٢) مشكاة المصابيح ٣ / ٢٣٣، حديث ٦٠٥٦.
(٣) سنن الترمذي ٥ / ٦١٦، كتاب المناقب، باب ١٧، حديث ٣٦٨٠. ورواه ابن الأثير في جامع الأصول: ٨ / ٦٣٠ - ٦٣١، حديث ٦٤٦٢.
(٤) ما حكاه رحمه الله عن كتاب سليم بن قيس في بحار الأنوار ٢٧ / ٢١١ - ٢١٣، و ٢٢ / ١٠٢، وقد ذكر جملة من الكذابين في ٢٥ / ٢٦١ وما بعدها.
وانظر: سلسلة الموضوعات من الجزء التاسع من الغدير: ٢١٨ - ٢٤٦.
(٥) في (ك): وحكى عن..
(٦) جامع الأصول ١ / ١٣٦ - تحقيق الأرناؤوطي - بمعنى مقارب لما ذكرناه، وانظر بنصه في الموضوعات لابن الجوزي ١ / ٣٨ وغيرهما، وقد فصل البحث فيه في كتاب مقباس الهداية إلى علم الدراية 1 / 398 - 419، في تعريفه للحديث الموضوع، ومعرفاته، ودواعيه وغيرها، وانظر:
مستدركات البحث حيث ذكر جملة من مصنفاتهم.
وبالله عليك إلا ما راجعت سلسلة الأحاديث المقلوبة والموضوعة في الخلافة والخلفاء وما يكذبها ويناقضها مع إشباع في مصادرها في موسوعة شيخنا الأميني طاب ثراه 5 / 288 - 375 ترى العجب العجاب ومصداقا لقوله عز اسمه: * (أفمن هذا الحديث تعجبون * وتضحكون ولا تبكون) * النجم:
59.
(٤١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 408 409 410 411 412 413 414 415 416 417 418 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب (16): باب آخر فيما كتب عليه السلام إلى أصحابه في ذلك تصريحا وتلويحا 7
2 باب (17): احتجاج الحسين عليه السلام على عمر وهو على المنبر 47
3 باب (18): في ذكر ما كان من حيرة الناس بعد وفاة رسول الله (ص) وغصب الخلافة وظهور جهل الغاصبين وكفرهم ورجوعهم إلى أمير المؤمنين (ع) 53
4 باب (19): ما أظهر أبو بكر وعمر من الندامة على غصب الخلافة عند الموت 121
5 باب (20) كفر الثلاثة ونفاقهم وفضائح أعمالهم وقبائح آثارهم وفضل التبري منهم ولعنهم 145
6 باب (21): باب آخر، في ذكر أهل التابوت في النار 405
7 باب (22) باب تفصيل مطاعن أبي بكر، والاحتجاج بها على المخالفين بإيراد الاخبار من كتبهم 411
8 الطعن الأول: عدم تولية النبي (ص) لأبي بكر شيئا من الأعمال، وعزله عن تبليغ سورة براءة 411
9 الطعن الثاني: التخلف عن جيش أسامة 427
10 الطعن الثالث: ما جرى في أمر فدك 443
11 الطعن الرابع: كون بيعة أبي بكر فلتة 443
12 الطعن الخامس: ترك الخليفة لإقامة الحد 471
13 الطعن السادس: قوله: أقيلوني، إن لي شيطانا يعتريني 495
14 الطعن السابع: جهل الخليفة بكثير من أحكام الدين 506
15 خاتمة: في ذكر ولادة أبي بكر ووفاته وبعض أحواله 517
16 باب (23): تفصيل مثالب عمر والاحتجاج بها على المخالفين بإيراد الاخبار من صحاحهم، وذكر بعض أحواله وبعض ما حدث في زمانه 529
17 الطعن الأول: قولته: إنه ليهجر 529
18 الطعن الثاني: التخلف عن جيش أسامة 582
19 الطعن الثالث: جهله بوفاة رسول الله (ص) 582
20 الطعن الرابع: تحريمه الخليفة للمتعتين 594
21 الطعن الخامس: تعطيل الحدود الشرعية 639
22 الطعن السادس: منعه للمغالاة في صداق النساء 655
23 الطعن السابع: تجسس الخليفة وتسوره الدار 661
24 الطعن الثامن: تركه الصلاة لفقد الماء 665
25 الطعن التاسع: أمره برجم الحامل 675
26 الطعن العاشر: أمره برجم المجنونة 680
27 الطعن الحادي عشر: جهله بأبسط الأمور 687
28 الطعن الثاني عشر: جهله بحرمة الحجر الأسود 688
29 الطعن الثالث عشر: موارد من جهله وهداية الغير له 691