بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ٣٤٧
" ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به " قال الله عز وجل: قد فعلت ذلك بأمتك، وقد رفعت عنهم عظيم بلايا الأمم، وذلك حكمي في جميع الأمم أن لا أكلف نفسا فوق طاقتها (1)، قال:
" واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا " قال: قال الله تعالى: قد فعلت ذلك بتائبي أمتك (2)، ثم قال: " فانصرنا على القوم الكافرين (3) " قال الله عز وجل: قد فعلت ذلك، وجعلت أمتك يا محمد كالشامة البيضاء في الثور الأسود، هم القادرون، وهم القاهرون، يستخدمون ولا يستخدمون لكرامتك (4)، وحق علي أن اظهر دينك على الأديان حتى لا يبقى في شرق الأرض ولا غربها دين إلا دينك، ويؤدون إلى أهل دينك الجزية وهم صاغرون، " ولقد رآه نزلة أخرى * عند سدرة المنتهى * عندها جنة المأوى * إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما طغى * لقد رأى من آيات ربه الكبرى (5) " فهذا أعظم يا أخا اليهود من مناجاته لموسى عليه السلام على طور سيناء، ثم زاد الله لمحمد صلى الله عليه وآله (6) أن مثل النبيين فصلى بهم وهم خلفه يقتدون به، ولقد عاين تلك الليلة الجنة والنار، وعرج به إلى سماء سماء، فسلمت عليه الملائكة، فهذا أكثر من ذلك.
قال اليهودي: فإن الله عز وجل ألقى على موسى محبة منه، فقال عليه السلام له: لقد كان كذلك، ومحمد صلى الله عليه وآله ألقى عليه محبة منه، فسماه حبيبا، وذلك أن الله تعالى جل ثناؤه أرى إبراهيم صورة محمد وأمته، فقال: يا رب ما رأيت من أمم الأنبياء أنور ولا أزهر من هذه الأمة، فمن هذا؟ فنودي هذا محمد حبيبي، لا حبيب لي من خلقي غيره، أجريت ذكره قبل أن أخلق سمائي (7) وأرضي وسميته نبيا وأبوك آدم يومئذ من الطين، و

(١) ولعل الآصار التي سبقت ذكرها لم تكن فوق طاقتهم، وكانوا يطيقونها بخلاف هذه الأمة، فإنهم كانوا أضعف من هؤلاء طاقة.
(٢) في المصدر: تباهى للأمم بدل قوله: بتائبي أمتك. وكذا فيما تقدم.
(٣) البقرة: ٢٨٤ - ٢٨٦.
(٤) في المصدر: ولا يخدمون لكرامتك على.
(٥) النجم: ١٣ - 18.
(6) محمدا خ ل وهو الموجود في المصدر.
(7) في المصدر: أحببته قبل أن أخلق سمائي.
(٣٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 342 343 344 345 346 347 348 349 350 351 352 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402