بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ٣٤٥
بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله " فقال الله عز وجل: لهم المغفرة والجنة إذا فعلوا ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وآله: " سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير " يعني المرجع في الآخرة، فأجابه قد فعلت بتائبي أمتك قد أوجبت لهم المغفرة، ثم قال الله تعالى: أما إذا قبلتها أنت وأمتك وقد كانت عرضت (1) من قبل على الأنبياء والأمم فلم يقبلوها فحق علي أن أرفعها عن أمتك، فقال الله تعالى: " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت " من خير " وعليها ما اكتسبت " من شر، ثم ألهم الله عز وجل نبيه أن قال: " ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا " فقال الله سبحانه: أعطيتك لكرامتك يا محمد، إن الأمم السالفة كانوا إذا نسوا ما ذكروا (2) فتحت عليهم أبواب عذابي (3)، و رفعت ذلك عن أمتك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا " يعني بالآصار الشدائد التي كانت على الأمم ممن كان قبل محمد، فقال عز وجل: لقد رفعت عن أمتك الآصار التي كانت على الأمم السالفة، وذلك أني جعلت على الأمم أن لا أقبل (4) فعلا إلا في بقاع الأرض التي اخترتها لهم وإن بعدت، وقد جعلت الأرض لك ولأمتك طهورا ومسجدا، فهذه من الآصار وقد رفعتها عن أمتك، وقد كانت الأمم السالفة تحمل قرابينها على أعناقها إلى بيت المقدس، فمن قبلت ذلك منه أرسلت على قربانه نارا تأكله، وإن لم أقبل ذلك منه رجع به مثبورا (5)، وقد جعلت قربان أمتك في بطون فقرائها ومساكينها، فمن قبلت ذلك منه أضاعف له الثواب أضعافا مضاعفة، وإن لم أقبل (6) ذلك منه رفعت عنه به عقوبات الدنيا، وقد رفعت لك عن أمتك وهي من الآصار التي كانت (7)، وكانت الأمم السالفة مفروضا عليهم صلاتها (8) في كبد

(1) في المصدر: من قبل عرضتها.
(2) ما ذكروا به خ ل.
(3) فلعله كان يجب عليهم أن يتحفظوا من النسيان والخطاء.
(4) في المصدر: لا أقبل منهم فعلا.
(5) أي مطرودا خائبا.
(6) في المصدر: ومن لم أقبل.
(7) في المصدر: كانت على الأمم السالفة.
(8) صلواتها خ ل.
(٣٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402