بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ١٦٩
يتبسم ويكثر حتى تبدو أسنانه من غير قهقهة، وهو من فررت الدابة أفرها فرا: إذا كشف شفتها لتعرف سنها، وافتر يفتر افتعل منه، وأراد بحب الغمام البرد. قوله عليه السلام:
وشكله: قال الجزري: أي عن مذهبه وقصده، وقيل: عما يشاكل أفعاله، والشكل بالكسر الدل (1)، وبالفتح: المثل، والمذهب.
وقال الكازروني: الشكل بالفتح: النحو، والسيرة (2).
قوله: بالخاصة، قال الجزري وغيره: أراد أن العامة كانت لا تصل إليه في هذا الوقت، فكانت الخاصة تخبر العامة بما سمعت منه، فكأنه أوصل الفوائد إلى العامة بالخاصة، وقيل: إن الباء بمعنى (من) أي يجعل وقت العامة بعد وقت الخاصة وبدلا منهم، قوله: وقسمه معطوف على الايثار، قوله: روادا، قال الجزري: أي طالبين العلم، ملتمسين الحكم من عنده، ويخرجون أداة: هداة للناس، والرواد جمع رائد وهو الذي يتقدم القوم يبصر لهم الكلآء ومساقط الغيث.
أقول: ومنهم من قرأ أذلة بالذال المعجمة، أي يخرجون متعظين بما وعظوا، متواضعين من قوله: " أذلة على المؤمنين (3) " وهو تصحيف. قوله: إلا عن ذواق، قال الجزري: ضرب الذواق مثلا لما ينالون عنده من الخير، أي لا يتفرقون إلا عن علم وأدب يتعلمونه، يقوم لأنفسهم مقام الطعام والشراب لأجسادهم.
وقال القاضي: ويشبه أن يكون على ظاهره (4) أي في الغالب والأكثر، قوله:
يحذر الناس بالتخفيف: ويحترس منهم، عطف تفسير له، ومنهم من قرأ على بناء التفعيل إيثارا للتأسيس على التأكيد، أي كان يحذر الناس بعضهم من بعض، ويأمرهم بالحزم، ويحذر هو أيضا منهم، والأول أظهر، قوله: لا يوطن الأماكن، أي لا يتخذ لنفسه مجلسا يعرف به فلا يجلس إلا فيه، وقد فسره بما بعده، قوله: من جالسه، في بعض رواياتهم

(١) الدل: حالة السكينة وحسن السيرة.
(٢) المنتقى في مولود المطفى: الفصل الرابع في جامع أوصافه صلى الله عليه وآله.
(٣) المائدة: ٥٤.
(4) شرح الشفاء 1: 357.
(١٦٩)
مفاتيح البحث: الطعام (1)، الضرب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402