بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٢ - الصفحة ٨٨
" وابعث فيهم رسولا " هو نبينا محمد صلى الله عليه وآله كما قال: أنا دعوة أبي إبراهيم وبشارة عيسى. (1) " ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه " أي لا يترك دين إبراهيم وشريعته إلا من أهلك نفسه وأوبقها; وقيل: أضل نفسه; وقيل: جهل قدره. وقيل: جهل نفسه بما فيها من الآيات الدالة على أن لها صانعا ليس كمثله شئ. (2) " ولقد اصطفيناه في الدنيا " أي اخترناه بالرسالة " وإنه في الآخرة لمن الصالحين " أي من الفائزين، وقيل: أي لمع الصالحين، أي مع آبائه الأنبياء في الجنة " إذ قال له ربه " أي اصطفيناه حين قال له ربه " أسلم " واختلف في أنه متى قيل له ذلك، فقال الحسن:
كان هذا حين ألفت الشمس ورأي إبراهيم تلك الآيات والأدلة وقال: " يا قوم إني برئ مما تشركون " وقال ابن عباس: إنما قال ذلك إبراهيم حين خرج من السرب، وإنما قال ذلك بعد النبوة، ومعنى " أسلم " استقم على الاسلام وأثبت على التوحيد; وقيل:
معنى أسلم أخلص دينك بالتوحيد " قال أسلمت " أي أخلصت الدين " لله رب العالمين * ووصى بها " أي بالملة، أو بالكلمة التي هي قوله: " أسلمت لرب العالمين " وقيل: بكلمة التوحيد " إبراهيم بنيه " إنما خص البنين لان إشفاقه عليهم أكثر. وهم بقبول وصيته أجدر، وإلا فمن المعلوم أنه كان يدعو جميع الأنام إلى الاسلام " ويعقوب " أي ووصى يعقوب بنيه " إن الله اصطفى لكم الدين " أي اختار لكم دين الاسلام " فلا تموتن إلا و أنتم مسلمون " أي فلا تتركوا الاسلام فيصادفكم الموت على تركه. (3) " ولقد جاءت رسلنا " قيل: كانوا ثلاثة: جبرئيل وميكائيل وإسرافيل، عن ابن عباس; وقيل: أربعة، عن أبي عبد الله عليه السلام; قيل: والرابع اسمه كروبيل; وقيل: تسعة; وقيل: أحد عشر وكانوا على صورة الغلمان " بالبشرى " أي بالبشارة بإسحاق ونبوته، وأنه يولد له يعقوب. وروي عن أبي جعفر عليه السلام أن هذه البشارة كانت بإسماعيل من هاجر;

(1) مجمع البيان 1: 209 - 210. م (2) وقيل: أذلها واستخف بها.
(3) مجمع البيان 1: 212 - 213. م
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»
الفهرست