بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٢ - الصفحة ٤١
ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين * فلما جن عليه الليل رأى كوكبا " إلى آخر الآيات. (1) 30 - إكمال الدين: أبي وابن الوليد معا، عن سعد، عن ابن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان أبو إبراهيم منجما لنمرود بن كنعان، وكان نمرود لا يصدر إلا عن رأيه، فنظر في النجوم ليلة من الليالي فأصبح فقال:
لقد رأيت في ليلتي هذه عجبا، فقال له نمرود: وما هو؟ فقال: رأيت مولودا يولد في أرضنا هذه يكون هلاكنا على يديه، ولا يلبث إلا قليلا حتى يحمل به، فعجب من ذلك نمرود وقال: هل حمل به النساء؟ فقال: لا، وكان فيما أوتي من العلم أنه سيحرق بالنار، ولم يكن أوتي أن الله سينجيه، قال: فحجب النساء عن الرجال فلم يترك امرأة إلا جعلت بالمدينة حتى لا يخلص إليهن الرجال، قال: وباشر أبو إبراهيم امرأته فحملت به فظن أنه صاحبه، فأرسل إلى نساء من القوابل لا يكون في البطن شئ إلا علمن به، فنظرن إلى أم إبراهيم فألزم الله تبارك وتعالى ذكره ما في الرحم الظهر، فقلت: ما نرى شيئا في بطنها، فلما وضعت أم إبراهيم أراد أبوه أن يذهب به إلى نمرود، فقالت له امرأته: لا تذهب بابنك إلى نمرود فيقتله، دعني أذهب به إلى بعض الغيران (2) أجعله فيه حتى يأتي عليه أجله ولا تكون أنت تقتل ابنك، فقال لها: فاذهبي، فذهبت به إلى غار ثم أرضعته، ثم جعلت على باب الغار صخرة، ثم انصرفت عنه، فجعل له رزقه في إبهامه فجعل يمصها فيشرب لبنا، وجعل يشب في اليوم كما يشب غيره في الجمعة، ويشب في الجمعة كما يشب غيره في الشهر، ويشب في الشهر كما يشب غيره في السنة، فمكث ما شاء الله أن يمكث، ثم إن أمه قالت لأبيه: لو أذنت لي أن أذهب إلى ذلك الصبي فأراه فعلت، قال: ففعل (3) فأتت الغار فإذا هي بإبراهيم عليه السلام وإذا عيناه تزهران كأنهما سراجان، فأخذته وضمته إلى صدرها وأرضعته ثم انصرفت عنه، فسألها أبوه عن الصبي فقالت: قد واريته في التراب، فمكثت تعتل فتخرج في الحاجة وتذهب إلى إبراهيم عليه السلام فتضمه إليها وترضعه، ثم

(1) الروضة: 134. م (2) جمع الغار: الكهف.
(3) في المصدر: قال: فافعلي. م
(٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 ... » »»
الفهرست