بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٢ - الصفحة ٣١٢
الناس، فقضى حاجته فلما جاوز بابه هبط عليه جبرئيل فقال له: يا يعقوب ربك يقرؤك السلام ويقول لك: شكوتني إلى الناس؟! فعفر وجهه في التراب، وقال: يا رب زلة أفلنيها فلا أعود بعد هذا أبدا، ثم عاد إليه جبرئيل فقال: يا يعقوب ارفع رأسك، ربك يقرؤك السلام ويقول لك: قد أقلتك فلا تعود تشكوني إلى خلقي، فما رئي ناطقا بكلمة مما كان فيه حتى أتاه بنوه فصرف وجهه إلى الحائط وقال: " إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون ". (1) 128 - وفي حديث آخر عنه: جاء يعقوب إلى نمرود في حاجة فلما دخل عليه وكان أشبه الناس بإبراهيم قال له: أنت إبراهيم خليل الرحمن؟ قال. لا الحديث. (2) 129 - تفسير العياشي: عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام عاد إلى الحديث الأول (3) قال:
واشتد حزنه - يعني يعقوب - حتى تقوس ظهره، وأدبرت الدنيا عن يعقوب وولده حتى احتاجوا حاجة شديدة وفنيت ميرهم، فعند ذلك قال يعقوب لولده: " اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون " فخرج منهم نفر وبعث معهم بضاعة يسيرة وكتب معهم كتابا إلى عزيز مصر يعطفه (4) على نفسه وولده، وأوصى ولده أن يبدوا بدفع كتابه قبل البضاعة فكتب: (5) بسم الله الرحمن الرحيم إلى عزيز مصر ومظهر العدل وموفي الكيل من يعقوب

(1) مخطوط. م (2) مخطوط. م (3) أراد بالحديث الأول ما تقدم تحت رقم 114.
(4) في نسخة: يستعطفه.
(5) روى الطبرسي رحمه الله من كتاب النبوة باسناده عن الحسن بن محبوب، عن أبي إسماعيل الفراء، عن طربال، عن أبي عبد الله عليه السلام في خبر طويل أن يعقوب كتب إلى يوسف: بسم الله الرحمن الرحيم إلى عزيز مصر; وذكر الكتاب مثل ما في رواية أبي بصير إلى قوله: واسمح لنا في السعر وأوف لنا الكيل وعجل سراح آل إبراهيم، قال: فمضوا بكتابه حتى دخلوا على يوسف في دار الملك وقالوا: " يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر " إلى آخر الآية، وتصدق علينا بأخينا ابن يامين، وهذا كتاب يعقوب أبينا إليك في أمره، يسألك تخلية سبيله فمن به علينا. فأخذ يوسف الكتاب فقبله ووضعه على عينيه وبكى وانتحب حتى بل دموعه القميص الذي عليه، ثم أقبل عليهم فقال: هل علمتم ما فعلتم بيوسف الآية. منه رحمه الله.
(٣١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 317 ... » »»
الفهرست