بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٢ - الصفحة ٢٥١
ووضع تاج الملك على رأسه فأراد أن يراه أبوه على تلك الحالة، فلما دخل أبوه لم يقم له فخروا كلهم له سجدا، فقال يوسف: " يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو (1) من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم " وحدثني محمد بن عيسى عن يحيى بن أكثم (2) سأل موسى بن محمد بن علي بن موسى مسائل فعرضها على أبي الحسن عليه السلام فكان أحدها: أخبرني عن قول الله عز وجل: " و رفع أبويه على العرش وخروا له سجدا " أسجد يعقوب وولده ليوسف وهم أنبياء؟ فأجاب أبو الحسن عليه السلام: أما سجود يعقوب وولده فإنه لم يكن ليوسف، وإنما كان ذلك من يعقوب وولده طاعة لله وتحية ليوسف، كما كان السجود من الملائكة لادم ولم يكن لادم وإنما كان منهم ذلك طاعة لله وتحية لادم، فسجد يعقوب وولده ويوسف معهم شكر الله لاجتماع شملهم، ألم تر أنه يقول في شكره ذلك القوت: " رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة تو فني مسلما وألحقني بالصالحين ". (3) تحف العقول: عنه عليه السلام مثله. (4) تفسير العياشي: عن محمد بن سعيد الأزدي صاحب موسى بن محمد بن الرضا، عن موسى أنه قال لأخيه: إن يحيى بن أكثم كتب إليه يسأله عن مسائل، فقال: أخبرني عن قول الله " ورفع أبويه " وذكر نحوه. (5) 17 - تفسير علي بن إبراهيم: فنزل عليه جبرئيل فقال له: يا يوسف أخرج يدك، فأخرجها فخرج من بين أصابعه نور، فقال يوسف: ما هذا يا جبرئيل؟ فقال: هذه النبوة أخرجها الله من صلبك لأنك لم تقم إلى أبيك، فحط الله نوره، (6) ومحا النبوة من صلبه، وجعلها في ولد لاوي أخي يوسف، وذلك لأنهم لما أرادوا قتل يوسف قال: " لا تقتلوا يوسف وألقوه

(١) أي من البادية، قيل: وإنما لم يذكر الجب لاشتماله على تعيير إخوته. منه قدس الله روحه.
(٢) كذا في النسخ.
(٣) تفسير القمي: ٣٣٢ - ٣٣٣. م (٤) تحف العقول: ٤٧٧ - 478. م (5) مخطوط. م (6) في نسخة: فحبط الله نوره.
(٢٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 ... » »»
الفهرست