بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٢ - الصفحة ١٩٩
عذابا نكرا " إلى قوله: " وسنقول له من أمرنا يسرا * ثم أتبع سببا " ذو القرنين من الشمس سببا.
ثم قال أمير المؤمنين إن ذا القرنين لما انتهى مع الشمس إلى العين الحامية وجد الشمس تغرب فيها ومعها سبعون ألف ملك يجرونها بسلاسل الحديد والكلاليب، يجرونها من قعر البحر في قطر الأرض الأيمن كما يجري السفينة على ظهر الماء، فلما انتهى معها إلى مطلع الشمس سببا وجدها تطلع على قوم إلى " بما لديه خبرا (1) " فقال أمير المؤمنين عليه السلام: إن ذا القرنين ورد على قوم قد أحرقتهم الشمس وغيرت أجسادهم وألوانهم حتى صيرتهم كالظلمة، ثم أتبع ذو القرنين سببا في ناحية الظلمة حتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج خلف هذين الجبلين وهم يفسدون في الأرض إذا كان إبان زروعنا وثمارنا خرجوا علينا من هذين السدين، فرعوا في ثمارنا وزروعنا حتى لا يبقون منها شيئا، فهل نجعل لك خرجا نؤديه إليك في كل عام على أن تعجل بيننا وبينهم سدا إلى قوله: " زبر الحديد " قال: فاحتفر له جبل حديد فقلعوا له أمثال اللبن، فطرح بعضه على بعض فيما بين الصدفين، وكان ذو القرنين هو أول من بنى ردما على الأرض، ثم جمع عليه الحطب وألهب فيه النار ووضع عليه المنافيخ فنفخوا عليه، فلما ذاب قال: آتوني بقطر وهو المس الأحمر، قال:
فاحتفروا له جبلا من مس فطرحوه على الحديد فذاب معه واختلط به، قال: " فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا " يعني يأجوج ومأجوج " قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا " إلى ههنا رواية علي بن الحسين ورواية محمد ابن نصر.
وزاد جبرئيل بن أحمد في حديثه بأسانيد عن الأصبغ بن نباتة، عن علي بن أبي طالب عليه السلام: " وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض " يعني يوم القيامة، وكان ذو القرنين عبدا صالحا وكان من الله بمكان نصح الله فنصح له، وأحب الله فأحبه، وكان قد سبب له

(1) أي إلى قوله تعالى: " بما لديه خبرا ".
(١٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 ... » »»
الفهرست