بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٢ - الصفحة ٢١٠
بلغ المشارق والمغارب يبتغي * أسباب ملك من كريم سيد ثم قال أبو الريحان: ويشبه أن يكون هذا القول أقرب لان الاذواء (1) كانوا من اليمن وهم الذين لا تخلوا أساميهم من ذي كذي المنار وذي نواس (2) وذي النون و ذي يزن.
والثالث أنه كان عبدا صالحا ملكه الله الأرض وأعطاه العلم والحكمة وألبسه الهيبة وإن كنا لا نعرف من هو، ثم ذكروا في تسميته بذي القرنين وجوها:
الأول: سأل ابن الكواء عليا عليه السلام عن ذي القرنين وقال: أملك أو نبي؟ قال:
لا ملك ولا نبي، كان عبدا صالحا ضرب على قرنه الأيمن، فمات ثم بعثه الله فضرب على قرنه الأيسر فمات، فبعثه الله فسمي ذا القرنين وفيكم مثله. (3) الثاني: سمي بذي القرنين لأنه انقرض في وقته قرنان من الناس. الثالث: قيل: كانت صفحتا رأسه من نحاس. الرابع:
كان على رأسه ما يشبه القرنين. الخامس: كان لتاجه قرنان. السادس: عن النبي صلى الله عليه وآله أنه سمي ذا القرنين لأنه طاف قرني الدنيا يعني شرقها وغربها. السابع: كان له قرنان أي ضفيرتان. الثامن: إن الله تعالى سخر له النور والظلمة فإذا سرى يهديه النور من أمامه ويمتد الظلمة من ورائه. التاسع: يجوز أن يلقب بذلك لشجاعته كما سمي الشجاع بالقرن لأنه يقطع (4) أقرانه. العاشر: أنه رأى في المنام كأنه صعد الفلك وتعلق بطرفي الشمس وقرنيها - أي جانبيها - فسمي لهذا السبب بذي القرنين. الحادي عشر: سمي بذلك لأنه دخل النور والظلمة.
والقول الرابع: أن ذا القرنين ملك من الملائكة، عن عمر; وإنه سمع رجلا يقول:

(1) أي الملوك الذين كان في صدر ألقابهم " ذو " (2) في المصدر: كذى الناد. م (3) رواه أيضا جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ورواه عن علي عليه السلام أيضا الأصبغ بن نباتة وحارث بن حبيب وابن الورقا وأبى الطفيل وغيرهم، ورواه أبو بصير عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام كما تقدم.
(4) في المصدر: كما سمى الشجاع بالكبش لأنه ينطح اه‍. م
(٢١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 ... » »»
الفهرست