بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٢ - الصفحة ١٥٣
فاهبط إلى قرية قوم لوط وما حوت فاقلعها من تحت سبع أرضين ثم اعرج بها إلى السماء فأوقفها حتى يأتيك أمر الجبار في قلبها، ودع منها آية بينة من منزل لوط عبرة للسيارة فهبطت على أهل القرية الظالمين فضربت بجناحي الأيمن على ما حوى عليه شرقيها، و ضربت بجناحي الأيسر على ما حوى عليه غربيها فاقتلعتها يا محمد من تحت سبع أرضين إلا منزل آل لوط (1) آية للسيارة، ثم عرجت بها في جوافي (2) جناحي حتى أوقفتها حيث يسمع أهل السماء زقاء ديوكها ونباح كلابها، فلما طلعت الشمس نوديت من تلقاء العرش:
يا جبرئيل اقلب القرية على القوم، فقلبتها عليهم حتى صار أسفلها أعلاها، وأمطر الله عليهم حجارة من سجيل مسومة عند ربك، وما هي يا محمد عن الظالمين من أمتك ببعيد.
قال: فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: يا جبرئيل وأين كانت قريتهم من البلاد؟ فقال جبرئيل:
كان موضع قريتهم في موضع بحيرة طبرية اليوم وهي في نواحي الشام، قال له رسول الله صلى الله عليه وآله:
أرأيتك حين قلبتها عليهم في أي موضع من الأرضين وقعت القرية وأهلها؟ فقال: يا محمد وقعت فيما بين بحر الشام إلى مصر فصارت تلو لا في البحر. (3) تفسير العياشي: عن أبي حمزة مثله. (4) بيان: الجوافي جمع الجوفاء أي الواسعة، أو الجافية من الجفو بمعنى البعد ومنه التجافي، ويحتمل أن يكون في الأصل أجواف فصحف، والأظهر الخوافي بالخاء المعجمة (5) قال في القاموس: قال الأصمعي: الخوافي ما دون الريشات العشر من مقدم الجناح، وقال:
قوادم الطير مقاديم ريشه وهي عشر في كل جناح انتهى. والزقاء: الصياح.
8 - تفسير علي بن إبراهيم: قوله: " ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى " إلى قوله " بعجل حنيذ " أي مشوي نضيج، فإنه لما ألقى نمرود إبراهيم عليه السلام في النار فجعلها الله عليه بردا وسلاما بقي

(1) في المصدر: منزل لوط. م (2) " ": خوافى. م (3) علل الشرائع: 184. م (4) مخطوط م (5) وقد عرفت أن في المصدر أيضا كذلك.
(١٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 ... » »»
الفهرست