بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧ - الصفحة ٢٠
أقول: وقال شارح المقاصد: فإن قيل: ما معنى كون الإعادة أهون على الله تعالى وقدرته قديمة لا تتفاوت المقدورات بالنسبة إليها؟ قلنا: كون الفعل أهون تارة يكون من جهة الفاعل بزيادة شرائط الفاعلية، وتارة من جهة القابل بزيادة استعداد القبول، وهذا هو المراد ههنا، وأما من جهة قدرة الفاعل فالكل على السواء.
وقال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى: " لا مرد له من الله ": أي لا يرد يوم القيامة أحد من الله " يومئذ يصدعون " أي يتفرقون فيه " فريق في الجنة وفريق في السعير " وفي قوله: " إنها إن تك مثقال حبة من خردل " معناه أن فعلة الانسان من خير أو شر إن كانت مقدار حبة خردل في الوزن " فتكن في صخرة " أي في حجرة عظيمة، لان الحبة فيها أخفى وأبعد من الاستخراج " يأت بها الله " أي يحضرها الله يوم القيامة ويجازي عليها أي يأتي بجزاء ما وازنها من خير أو شر، وقيل: معناه:
يعلمها الله فيأتي بها إذا شاء، كذلك قليل العمل من خير أو شر يعلمه الله فيجازي عليه.
وروى العياشي عن ابن مسكان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: اتقوا المحقرات من الذنوب فإن لها طالبا، لا يقولن أحدكم أذنب وأستغفر الله تعالى، إن الله تعالى يقول:
" إن تك مثقال حبه من خردل " الآية " إن الله لطيف " باستخراجها " خبير " بمستقرها.
وفي قوله تعالى: " ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة " أي كخلق نفس واحدة وبعث نفس واحدة في قدرته، فإنه لا يشق عليه ابتداء جميع الخلق ولا إعادتهم بعد إفنائهم، قال مقاتل: إن كفار قريش قالوا: إن الله خلقنا أطوارا: نطفة، علقة مضغة، لحما، فكيف يبعثنا خلقا جديدا في ساعة واحدة؟ فنزلت الآية.
وفي قوله: " أئذا ضللنا في الأرض ": أي غبنا في الأرض فصرنا ترابا، وكل شئ غلب عليه غيره حتى يغيب فيه فقد ضل، وقيل: معنى ضللنا: هلكنا. وفي قوله تعالى: " والذين سعوا في آياتنا معاجزين " أي والذي عملوا بجهدهم وجدهم في إبطال حججنا مقدرين إعجاز ربهم وظانين أنهم يفوتونه " أولئك لهم عذاب من رجز " أي سيئ العذاب.
وفي قوله: " هل ندلكم على رجل " يعنون محمدا صلى الله عليه وآله " إذا مزقتم كل ممزق "
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * بقية أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به * باب 3 إثبات الحشر وكيفيته وكفر من أنكره، وفيه 31 حديثا. 1
3 باب 4 أسماء القيامة واليوم الذي تقوم فيه، وأنه لا يعلم وقتها إلا الله، وفيه 15 حديثا. 54
4 باب 5 صفحة المحشر، وفيه 63 حديثا. 62
5 باب 6 مواقف القيامة وزمان مكث الناس فيها، وأنه يؤتى بجهنم فيها، وفيه 11 حديثا. 121
6 باب 7 ذكر كثرة أمة محمد صلى الله عليه وآله في القيامة، وعدد صفوف الناس فيها، وحملة العرش فيها، وفيها ستة أحاديث. 130
7 باب 8 أحوال المتقين والمجرمين في القيامة، وفيه 147 حديثا. 131
8 باب ثامن آخر في ذكر الركبان يوم القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 230
9 باب 9 أنه يدعى الناس بأسماء أمهاتهم إلا الشيعة، وأن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وصهره، وفيه 12 حديثا. 237
10 باب 10 الميزان، وفيه عشرة أحاديث. 242
11 باب 11 محاسبة العباد وحكمه تعالى في مظالمهم وما يسألهم عنه، وفيه حشر الوحوش، فيه 51 حديثا. 253
12 باب 12 السؤال عن الرسل والأمم، وفيه تسعة أحاديث. 277
13 باب 13 ما يحتج الله به على العباد يوم القيامة، وفيه ثلاثة أحاديث. 285
14 باب 14 ما يظهر من رحمته تعالى في القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 286
15 باب 15 الخصال التي توجب التخلص من شدائد القيامة وأهوالها، وفيه 79 حديثا. 290
16 باب 16 تطاير الكتب وإنطاق الجوارح، وسائر الشهداء في القيامة، وفيه 22 حديثا 306
17 باب 17 الوسيلة وما يظهر من منزلة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، وفيه 35 حديثا. 326