بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧ - الصفحة ١٩
لا محالة، وفي قوله: " لهي الحيوان " أي الحياة على الحقيقة لأنها الدائمة الباقية التي لا زوال لها ولا موت فيها، وتقديره: لهي دار الحيوان أو ذات الحيوان لأنه مصدر.
وفي قوله تعالى: " يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا " أي يعلمون منافع الدنيا ومضارها، وهم جهال بالآخرة، وسئل أبو عبد الله عليه السلام عن قوله: " يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا " فقال: منه الزجر والنجوم " أولم يتفكروا في أنفسهم " أي في حال الخلوة لان في تلك الحال يتمكن الانسان من نفسه ويحضره ذهنه، أو في خلق الله أنفسهم، والمعنى: أولم يتفكروا فيعلموا " ما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق " أي لإقامة الحق، ومعناه للدلالة على الصانع والتعريض للثواب " وأجل مسمى " أي لوقت معلوم توفى فيه كل نفس ما كسبت.
وفي قوله تعالى: " ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض " أي من القبر، عن ابن عباس يأمر الله عز وجل إسرافيل عليه السلام فينفخ في الصور بعد ما يصور الصور في القبور فيخرج الخلائق كلهم من قبورهم " إذا أنتم تخرجون " من الأرض أحياءا، وقيل: إنه سبحانه جعل النفخة دعاءا لان إسرافيل يقول: أجيبوا داعي الله فيدعو بأمر الله سبحانه، وقيل:
معناه: أخرجكم من قبوركم بعد أن كنتم أمواتا فيها، فعبر عن ذلك بالدعاء، إذ هو بمنزلة كن فيكون في سرعة تأتي ذلك وامتناع التعذر.
وقال في قوله تعالى: " وهو أهون عليه " أقوال: أحدها أن معناه: وهو هين عليه كقوله: الله أكبر أي كبير، الثاني أنه إنما قال: " أهون " لما تقرر في العقول أن إعادة الشئ أهون من ابتدائه، وهم كانوا مقرين بالابتداء فكأنه قال لهم: كيف تقرون بما هو أصعب عندكم وتنكرون ما هو أهون عندكم؟ الثالث أن الهاء في " عليه " يعود إلى الخلق أي والإعادة على المخلوق أهون من النشأة الأولى لأنه إنما يقال له في الإعادة:
كن فيكون، وفي النشأة الأولى كان نطفة ثم علقة ثم مضغة وهكذا، فهذا على المخلوق أصعب، والانشاء يكون أهون عليه، ومثله يروى عن ابن عباس، وأما ما يروى عن مجاهد أنه قال: الانشاء أهون عليه من الابتداء فقول مرغوب عنه لأنه تعالى لا يكون شئ أهون عليه من شئ.
(١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * بقية أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به * باب 3 إثبات الحشر وكيفيته وكفر من أنكره، وفيه 31 حديثا. 1
3 باب 4 أسماء القيامة واليوم الذي تقوم فيه، وأنه لا يعلم وقتها إلا الله، وفيه 15 حديثا. 54
4 باب 5 صفحة المحشر، وفيه 63 حديثا. 62
5 باب 6 مواقف القيامة وزمان مكث الناس فيها، وأنه يؤتى بجهنم فيها، وفيه 11 حديثا. 121
6 باب 7 ذكر كثرة أمة محمد صلى الله عليه وآله في القيامة، وعدد صفوف الناس فيها، وحملة العرش فيها، وفيها ستة أحاديث. 130
7 باب 8 أحوال المتقين والمجرمين في القيامة، وفيه 147 حديثا. 131
8 باب ثامن آخر في ذكر الركبان يوم القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 230
9 باب 9 أنه يدعى الناس بأسماء أمهاتهم إلا الشيعة، وأن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وصهره، وفيه 12 حديثا. 237
10 باب 10 الميزان، وفيه عشرة أحاديث. 242
11 باب 11 محاسبة العباد وحكمه تعالى في مظالمهم وما يسألهم عنه، وفيه حشر الوحوش، فيه 51 حديثا. 253
12 باب 12 السؤال عن الرسل والأمم، وفيه تسعة أحاديث. 277
13 باب 13 ما يحتج الله به على العباد يوم القيامة، وفيه ثلاثة أحاديث. 285
14 باب 14 ما يظهر من رحمته تعالى في القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 286
15 باب 15 الخصال التي توجب التخلص من شدائد القيامة وأهوالها، وفيه 79 حديثا. 290
16 باب 16 تطاير الكتب وإنطاق الجوارح، وسائر الشهداء في القيامة، وفيه 22 حديثا 306
17 باب 17 الوسيلة وما يظهر من منزلة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، وفيه 35 حديثا. 326