بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧ - الصفحة ١٤
إلا؟؟ تمويها ظاهرا لا حقيقة له، وفي قوله: " غاشية " أي عقوبة تغشاهم وتعمهم، والبغتة:
الفجأة، قال ابن عباس: تهجم الصيحة بالناس وهم في أسواقهم وفي قوله تعالى: " و إن تعجب " يا محمد من قول هؤلاء الكفار في إنكارهم البعث مع إقرارهم بابتداء الخلق فقد وضعت التعجب موضعه لان هذا قول عجب " فعجب قولهم " أي فقولهم عجب " أئذا كنا ترابا أئنا لفي خلق جديد " أي انبعث ونعاد بعد ما صرنا ترابا؟ هذا مما لا يمكن! وهذا منهم نهاية في الأعجوبة فإن الماء إذا حصل في الرحم استحال علقة ثم مضغة ثم لحما، وإذا مات ودفن استحال ترابا، فإذا جاز أن يتعلق الانشاء بالاستحالة الأولى فلم لا يجوز تعلقه بالاستحالة الثانية؟ وسمى الله الإعادة خلقا جديدا، واختلف المتكلمون فيما يصح عليه الإعادة فقال بعضهم: كل ما يكون مقدورا للقديم سبحانه خاصة ويصح عليه البقاء تصح عليه الإعادة، ولا تصح الإعادة على ما يقدر على جنسه غيره تعالى (1) وهذا قول الجبائي، وقال آخرون: كل ما كان مقدورا له وهو مما يبقى تصح عليه الإعادة وهو قول أبي هاشم ومن تابعه، فعلى هذا تصح إعادة أجزاء الحياة، ثم اختلفوا فيما تجب إعادته من الحي فقال البلخي: يعاد جميع أجزاء الشخص، وقال أبو هاشم: تعاد الاجزاء التي بها يتميز الحي من غيره ويعاد التأليف، ثم رجع وقال:
تعاد الحياة مع البنية، وقال القاضي أبو الحسن: تعاد البنية وما عدا ذلك يجوز فيه التبدل، وهذا هو الأصح. " أولئك " المنكرون للبعث " الذين كفروا بربهم " أي جحدوا قدرة الله على البعث " وأولئك الأغلال في أعناقهم " في الآخرة، وقيل: أراد به أغلال الكفر، وفي قوله تعالى: " لا بيع فيه " يعني يوم القيامة، والمراد بالبيع إعطاء البدل ليتخلص به من النار " ولا خلال " أي مصادقة، وفي قوله: " أتى أمر الله " معناه: قرب أمر الله بعقاب هؤلاء المشركين المقيمين على الكفر والتكذيب، أو المراد بأمر الله أحكامه وفرائضه أو هو القيامة عن الجبائي وابن عباس، فيكون أتى بمعنى يأتي " فلا تستعجلوه " خطاب للمشركين المكذبين بيوم القيامة وبعذاب الله، المستهزئين به وكانوا يستعجلونه، وفي قوله تعالى: " هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة " أي لقبض أرواحهم " أو يأتي أمر

(1) لعل المراد بما يقدر على جنسه غيره تعالى الاعراض مطلقا، فان العبد قادر على الحركات و الافعال وكذا على بعض الاعراض الاخر توليدا، ولذا فرع على قول أبى هاشم صحة إعادة اجزاء الحياة كالهيئات والتأليفات فإنها من الاعراض التي يقدر على جنسها البشر. منه عفى عنه.
(١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * بقية أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به * باب 3 إثبات الحشر وكيفيته وكفر من أنكره، وفيه 31 حديثا. 1
3 باب 4 أسماء القيامة واليوم الذي تقوم فيه، وأنه لا يعلم وقتها إلا الله، وفيه 15 حديثا. 54
4 باب 5 صفحة المحشر، وفيه 63 حديثا. 62
5 باب 6 مواقف القيامة وزمان مكث الناس فيها، وأنه يؤتى بجهنم فيها، وفيه 11 حديثا. 121
6 باب 7 ذكر كثرة أمة محمد صلى الله عليه وآله في القيامة، وعدد صفوف الناس فيها، وحملة العرش فيها، وفيها ستة أحاديث. 130
7 باب 8 أحوال المتقين والمجرمين في القيامة، وفيه 147 حديثا. 131
8 باب ثامن آخر في ذكر الركبان يوم القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 230
9 باب 9 أنه يدعى الناس بأسماء أمهاتهم إلا الشيعة، وأن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وصهره، وفيه 12 حديثا. 237
10 باب 10 الميزان، وفيه عشرة أحاديث. 242
11 باب 11 محاسبة العباد وحكمه تعالى في مظالمهم وما يسألهم عنه، وفيه حشر الوحوش، فيه 51 حديثا. 253
12 باب 12 السؤال عن الرسل والأمم، وفيه تسعة أحاديث. 277
13 باب 13 ما يحتج الله به على العباد يوم القيامة، وفيه ثلاثة أحاديث. 285
14 باب 14 ما يظهر من رحمته تعالى في القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 286
15 باب 15 الخصال التي توجب التخلص من شدائد القيامة وأهوالها، وفيه 79 حديثا. 290
16 باب 16 تطاير الكتب وإنطاق الجوارح، وسائر الشهداء في القيامة، وفيه 22 حديثا 306
17 باب 17 الوسيلة وما يظهر من منزلة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، وفيه 35 حديثا. 326