بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧ - الصفحة ٢٥
الفصل " بين الخلائق، والحكم وتمييز الحق من الباطل، وهذا كلام بعضهم لبعض، و قيل: بل هو كلام الملائكة، وفي قوله تعالى: " خاشعة " أي غبراء دارسة متهشمة أي كان حالها حال الخاضع المتواضع، وقيل: ميتة يابسة لا نبات فيها. وفي قوله: " ولئن رجعت إلى ربي ": أي لست على يقين من البعث فإن كان الامر على ذلك ورددت إلى ربي " إن لي عنده " الحالة " الحسنى " أو المنزلة الحسنى وهي الجنة سيعطيني في الآخرة مثل ما أعطاني في الدنيا. وفي قوله تعالى: " إن الذين يمارون ": أي يدخلهم المرية والشك " في الساعة " فيخاصمون في مجيئها على وجه الانكار لها.
وفي قوله: " نموت ونحيا ": قال فيه أقوال: أحدها أن تقديره: نحيا ونموت فقدم وأخر. والثاني: أن معناه نموت وتحيا أولادنا. والثالث: يموت بعضنا ويحيا بعضنا.
أقول: وقال البيضاوي: أي نكون أمواتا نطفا وما قبلها ونحيا بعد ذلك، ويحتمل أنهم أرادوا به التناسخ فإنه عقيدة أكثر عبدة الأوثان " وما يهلكنا إلا الدهر " أي مرور الزمان.
وقال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى: " إ أن قالوا ائتوا بآبائنا ": وإنما لم يجبهم الله تعالى إلى ذلك لأنهم قالوا ذلك متعنتين مقترحين لا طالبين الرشد. وفي قوله:
" وإذا حشر الناس ": أي إذا قامت القيامة صارت آلهتهم التي عبدوها أعداءا لهم " وكانوا بعبادتهم كافرين " يعني أن الأوثان ينطقهم الله حتى يجحدوا أن يكونوا دعوا إلى عبادتها و يكفروا بعبادة الكفار لهم. وفي قوله: " وقد خلت القرون من قبلي ": أي مضت الأمم وماتوا قبلي فما أخرجوا ولا أعيدوا، وقيل: معناه: خلت القرون على هذا المذهب ينكرون البعث " وهما يستغيثان الله " أي يستصرخان الله ويطلبان منه الغوث ليلطف له بما يؤمن عنده، ويقولان له: ويلك آمن بالقيامة وبما يقوله محمد صلى الله عليه وآله، " إن وعد الله " بالبعث والنشور والثواب والعقاب " حق فيقول " في جوابهما " ما هذا " القرآن وما تدعونني إليه " إلا أساطير الأولين أولئك الذين حق عليهم القول " أي كلمة العذاب " في أمم " أي مع أمم مضوا على مثل حالهم واعتقادهم " ولكل " من المؤمنين والكافرين
(٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * بقية أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به * باب 3 إثبات الحشر وكيفيته وكفر من أنكره، وفيه 31 حديثا. 1
3 باب 4 أسماء القيامة واليوم الذي تقوم فيه، وأنه لا يعلم وقتها إلا الله، وفيه 15 حديثا. 54
4 باب 5 صفحة المحشر، وفيه 63 حديثا. 62
5 باب 6 مواقف القيامة وزمان مكث الناس فيها، وأنه يؤتى بجهنم فيها، وفيه 11 حديثا. 121
6 باب 7 ذكر كثرة أمة محمد صلى الله عليه وآله في القيامة، وعدد صفوف الناس فيها، وحملة العرش فيها، وفيها ستة أحاديث. 130
7 باب 8 أحوال المتقين والمجرمين في القيامة، وفيه 147 حديثا. 131
8 باب ثامن آخر في ذكر الركبان يوم القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 230
9 باب 9 أنه يدعى الناس بأسماء أمهاتهم إلا الشيعة، وأن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وصهره، وفيه 12 حديثا. 237
10 باب 10 الميزان، وفيه عشرة أحاديث. 242
11 باب 11 محاسبة العباد وحكمه تعالى في مظالمهم وما يسألهم عنه، وفيه حشر الوحوش، فيه 51 حديثا. 253
12 باب 12 السؤال عن الرسل والأمم، وفيه تسعة أحاديث. 277
13 باب 13 ما يحتج الله به على العباد يوم القيامة، وفيه ثلاثة أحاديث. 285
14 باب 14 ما يظهر من رحمته تعالى في القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 286
15 باب 15 الخصال التي توجب التخلص من شدائد القيامة وأهوالها، وفيه 79 حديثا. 290
16 باب 16 تطاير الكتب وإنطاق الجوارح، وسائر الشهداء في القيامة، وفيه 22 حديثا 306
17 باب 17 الوسيلة وما يظهر من منزلة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، وفيه 35 حديثا. 326