بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧ - الصفحة ١٦
حين يقال لهم: " اخسؤا فيها ولا تكلمون " وقيل: يحشرون كذلك ثم يجعلون يبصرون ويسمعون وينطقون عن الحسن " مأواهم " أي مستقرهم " جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا " أي كلما سكن التهابها زدناهم اشتعالا.
قوله تعالى: " قادر على أن يخلق مثلهم " قال: لان القادر على الشئ قادر على أمثاله إذا كان له مثل أو أمثال في الجنس، وإذا كان قادرا على خلق أمثالهم كان قادرا على إعادتهم، إذ الإعادة أهون من الانشاء في الشاهد، وقيل: أراد: قادر على أن يخلقهم ثانيا، وأراد بمثلهم إياهم، وذلك أن مثل الشئ مساو له في حالته فجاز أن يعبر به عن الشئ نفسه، يقال: مثلك لا يفعل كذا بمعنى أنت لا تفعله، ونحوه: ليس كمثله شئ.
أقول: قال الرازي في تفسير هذه الآية: في قوله: " مثلهم " قولان الأول المعنى:
قادر على أن يخلقهم ثانيا، فعبر عن خلقهم ثانيا بلفظ المثل كما يقوله المتكلمون إن الإعادة مثل الابتداء، والثاني أن المراد أنه قادر على أن يخلق عبيدا آخرين يوحدونه ويقرون بكمال حكمته وقدرته، ويتركون ذكر هذه الشبهات الفاسدة، فهو كقوله تعالى:
" ويأت بخلق جديد " وقوله: ويستبدل قوما غيركم " قال الواحدي: والقول هو الأول لأنه أشبه بما قبله.
وقال الطبرسي رحمه الله في قوله: " وجعل لهم أجلا لا ريب فيه ": أي وجعل لإعادتهم وقتا لا شك فيه أنه كائن لا محالة، وقيل: معناه: وضرب لهم مدة ليتفكروا ويعلموا فيها أن من قدر على الابتداء قدر على الإعادة، وقال في قوله تعالى: " وكذلك أعثرنا عليهم ": أي كما أمتنا أصحاب الكهف وبعثناهم أطلعنا عليهم أهل المدينة " ليعلموا أن وعد الله " بالبعث والثواب والعقاب " حق وأن الساعة لا ريب فيها " لان من قدر أن ينيم جماعة تلك المدة المديدة أحياءا ثم يوقظهم قدر أيضا على أن يميتهم ثم يحييهم بعد ذلك. وفي قوله تعالى: " ونرثه ما يقول ": أي ما عنده من المال والولد بإهلاكنا إياه وإبطال ملكه " ويأتينا فردا " أي يأتي في الآخرة وحيدا بلا مال ولا ولد ولا عدة ولا عدد. وفي قوله: " ويقولون متى هذا الوعد " أي القيامة، فقال سبحانه:
" لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون " أي لو علموا الوقت الذي لا يدفعون
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * بقية أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به * باب 3 إثبات الحشر وكيفيته وكفر من أنكره، وفيه 31 حديثا. 1
3 باب 4 أسماء القيامة واليوم الذي تقوم فيه، وأنه لا يعلم وقتها إلا الله، وفيه 15 حديثا. 54
4 باب 5 صفحة المحشر، وفيه 63 حديثا. 62
5 باب 6 مواقف القيامة وزمان مكث الناس فيها، وأنه يؤتى بجهنم فيها، وفيه 11 حديثا. 121
6 باب 7 ذكر كثرة أمة محمد صلى الله عليه وآله في القيامة، وعدد صفوف الناس فيها، وحملة العرش فيها، وفيها ستة أحاديث. 130
7 باب 8 أحوال المتقين والمجرمين في القيامة، وفيه 147 حديثا. 131
8 باب ثامن آخر في ذكر الركبان يوم القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 230
9 باب 9 أنه يدعى الناس بأسماء أمهاتهم إلا الشيعة، وأن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وصهره، وفيه 12 حديثا. 237
10 باب 10 الميزان، وفيه عشرة أحاديث. 242
11 باب 11 محاسبة العباد وحكمه تعالى في مظالمهم وما يسألهم عنه، وفيه حشر الوحوش، فيه 51 حديثا. 253
12 باب 12 السؤال عن الرسل والأمم، وفيه تسعة أحاديث. 277
13 باب 13 ما يحتج الله به على العباد يوم القيامة، وفيه ثلاثة أحاديث. 285
14 باب 14 ما يظهر من رحمته تعالى في القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 286
15 باب 15 الخصال التي توجب التخلص من شدائد القيامة وأهوالها، وفيه 79 حديثا. 290
16 باب 16 تطاير الكتب وإنطاق الجوارح، وسائر الشهداء في القيامة، وفيه 22 حديثا 306
17 باب 17 الوسيلة وما يظهر من منزلة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، وفيه 35 حديثا. 326