بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧ - الصفحة ١٥
ربك " أي القيامة أو العذاب، وفي قوله تعالى: " يصلاها " أي يصير صلاها ويحترق بنارها " مذموما " ملوما " مدحورا " مبعدا من رحمة الله و في قوله تعالى: " وقالوا أئذا كنا عظاما ورفاتا " أي غبارا "، وقيل: ترابا " قل " يا محمد لهم: " كونوا حجارة أو حديدا " أي اجهدوا في أن لا تعادوا وكونوا إن استطعتم حجارة في القوة أو حديدا في الشدة " أو خلقا مما يكبر في صدوركم " أي خلقا هو أعظم من ذلك عندكم وأصعب فإنكم لا تفوتون الله وسيحييكم بعد الموت وينشركم، وقيل: يعني بما يكبر في صدوركم الموت أي لو كنتم الموت لأحياكم الله، وقيل: يعني به السماوات والأرض والجبال " فسينغضون إليك رؤسهم " أي يحركونها تحريك المستهزئ المستخف المستبطئ لما تنذرهم به " و يقولون متى هو " أي متى يكون البعث؟ " قل عسى أن يكون قريبا " لان ما هو آت قريب " يوم يدعوكم " أي من قبوركم إلى الموقف على ألسنة الملائكة وذلك عند النفخة الثانية فيقول: أيها العظام النخرة والجلود البالية عودي كما كنت " فتستجيبون " مضطرين " بحمده " أي حامدين لله على نعمه وأنتم موحدون، وقيل: أي تستجيبون معترفين بأن الحمد لله على نعمه لا تنكرونه لان المعارف هناك ضرورية، قال سعيد بن جبير: يخرجون من قبورهم يقولون: سبحانك وبحمدك، ولا ينفعهم في ذلك اليوم لأنهم حمدوا حين لم ينفعهم الحمد " وتظنون إن لبثتم إلا قليلا " أي تظنون أنكم لم تلبثوا في الدنيا إلا قليلا لسرعة انقلاب الدنيا إلى الآخرة، وقال الحسن وقتادة: استقصروا مدة لبثهم في الدنيا لما يعلمون من طول لبثهم في الآخرة، ومن المفسرين من يذهب إلى أن هذه الآية خطاب للمؤمنين لأنهم الذين يستجيبون الله بحمده ويحمدونه على إحسانه إليهم ويستقلون مدة لبثهم في البرزخ لكونهم في قبورهم منعمين غير معذبين وأيام السرور والرخاء قصار. وقال في قوله تعالى: " على وجوههم ". أي يسحبون على وجوههم إلى النار مبالغة في إهانتهم.
وروى أنس أن رجلا قال: يا نبي الله كيف يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة؟
قال: إن الذي أمشاه على رجليه في الدنيا قادر على أن يحشره على وجهه يوم القيامة " عميا وبكما وصما " قيل: المعنى: عميا عما يسرهم، بكما عن التكلم بما ينفعهم، صما عما يمتعهم عن ابن عباس، وقيل: يحشرون على هذه الصفة، قال مقاتل: ذلك
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * بقية أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به * باب 3 إثبات الحشر وكيفيته وكفر من أنكره، وفيه 31 حديثا. 1
3 باب 4 أسماء القيامة واليوم الذي تقوم فيه، وأنه لا يعلم وقتها إلا الله، وفيه 15 حديثا. 54
4 باب 5 صفحة المحشر، وفيه 63 حديثا. 62
5 باب 6 مواقف القيامة وزمان مكث الناس فيها، وأنه يؤتى بجهنم فيها، وفيه 11 حديثا. 121
6 باب 7 ذكر كثرة أمة محمد صلى الله عليه وآله في القيامة، وعدد صفوف الناس فيها، وحملة العرش فيها، وفيها ستة أحاديث. 130
7 باب 8 أحوال المتقين والمجرمين في القيامة، وفيه 147 حديثا. 131
8 باب ثامن آخر في ذكر الركبان يوم القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 230
9 باب 9 أنه يدعى الناس بأسماء أمهاتهم إلا الشيعة، وأن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وصهره، وفيه 12 حديثا. 237
10 باب 10 الميزان، وفيه عشرة أحاديث. 242
11 باب 11 محاسبة العباد وحكمه تعالى في مظالمهم وما يسألهم عنه، وفيه حشر الوحوش، فيه 51 حديثا. 253
12 باب 12 السؤال عن الرسل والأمم، وفيه تسعة أحاديث. 277
13 باب 13 ما يحتج الله به على العباد يوم القيامة، وفيه ثلاثة أحاديث. 285
14 باب 14 ما يظهر من رحمته تعالى في القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 286
15 باب 15 الخصال التي توجب التخلص من شدائد القيامة وأهوالها، وفيه 79 حديثا. 290
16 باب 16 تطاير الكتب وإنطاق الجوارح، وسائر الشهداء في القيامة، وفيه 22 حديثا 306
17 باب 17 الوسيلة وما يظهر من منزلة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، وفيه 35 حديثا. 326