بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧ - الصفحة ١٧
فيه عذاب النار " عن وجوههم ولا عن ظهورهم " يعني أن النار تحيط بهم من جميع جوانبهم " ولا هم ينصرون " وجواب " لو " محذوف أي لعلموا صدق ما وعدوا به ولما استعجلوا، وفي قوله: " فتبهتهم " أي فتحيرهم فلا يقدرون على دفعها ولا يؤخرون إلى وقت آخر ولا يمهلون لتوبة أو لمعذرة. وفي قوله: " الذين يخشون ربهم بالغيب " أي في حال الخلوة والغيبة عن الناس، وقيل: في سرائرهم من غير رياء وفي قوله تعالى:
" إن كنتم في ريب " الريب: أقبح الشك، أي إن كنتم في شك من النشور فإنا خلقنا أصلكم وهو آدم من تراب، فمن قدر على أن يصير التراب بشرا سويا حيا في الابتداء قدر أن يحيي العظام ويعيد الأموات " ثم من نطفة " أي ثم خلقنا نسله من نطفة " ثم من علقة " وهي القطعة من الدم الجامد " ثم من مضغة " أي شبه قطعة من اللحم ممضوغة " مخلقة وغير مخلقة " أي تامة الخلق وغير تامة، وقيل: مصورة وغير مصورة، وهو ما كان سقطا لا تخطيط فيه ولا تصوير " لنبينن لكم " أي لندلكم على مقدورنا بتصريفكم في ضروب الخلق، أو على أن من قدر على الابتداء قدر على الإعادة " ونقر " أي نبقي " في الأرحام ما نشاء " إلى وقت تمامه، والأشد حال اجتماع العقل والقوة " ومنكم من يتوفى " أي يقبض روحه قبل بلوغ الأشد " ومنكم من يرد إلى أرذل العمر " أي أسوء العمر وأخبثه عند أهله وهي حال الخرف " لكيلا يعلم من بعد علم شيئا " أي لكيلا يستفيد علما وينسى ما كان به عالما.
ثم ذكر سبحانه دلالة أخرى على البعث فقال: " وترى الأرض هامدة " يعني هالكة أو يابسة دارسة من أثر النبات " فإذا أنزلنا عليها الماء " وهو المطر " اهتزت " أي تحركت بالنبات، والاهتزاز: شدة الحركة في الجهات " وربت " أي زادت وأضعفت نباتها " وأنبتت " يعني الأرض " من كل زوج " أي من كل صنف " بهيج " أي مونق للعين حسن الصورة واللون " ذلك بأن الله " أي ذلك الذي سبق ذكره من تصريف الخلق على هذه الأحوال وإخراج النبات بسبب أن الله " هو الحق " أي لتعلموا أن الله تحق له العبادة دون غيره، وقيل: هو الذي يستحق صفات التعظيم " وأنه يحيي الموتى " لان من قدر على الانشاء قدر على الإعادة.
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 * بقية أبواب المعاد وما يتبعه ويتعلق به * باب 3 إثبات الحشر وكيفيته وكفر من أنكره، وفيه 31 حديثا. 1
3 باب 4 أسماء القيامة واليوم الذي تقوم فيه، وأنه لا يعلم وقتها إلا الله، وفيه 15 حديثا. 54
4 باب 5 صفحة المحشر، وفيه 63 حديثا. 62
5 باب 6 مواقف القيامة وزمان مكث الناس فيها، وأنه يؤتى بجهنم فيها، وفيه 11 حديثا. 121
6 باب 7 ذكر كثرة أمة محمد صلى الله عليه وآله في القيامة، وعدد صفوف الناس فيها، وحملة العرش فيها، وفيها ستة أحاديث. 130
7 باب 8 أحوال المتقين والمجرمين في القيامة، وفيه 147 حديثا. 131
8 باب ثامن آخر في ذكر الركبان يوم القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 230
9 باب 9 أنه يدعى الناس بأسماء أمهاتهم إلا الشيعة، وأن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا نسب رسول الله صلى الله عليه وآله وصهره، وفيه 12 حديثا. 237
10 باب 10 الميزان، وفيه عشرة أحاديث. 242
11 باب 11 محاسبة العباد وحكمه تعالى في مظالمهم وما يسألهم عنه، وفيه حشر الوحوش، فيه 51 حديثا. 253
12 باب 12 السؤال عن الرسل والأمم، وفيه تسعة أحاديث. 277
13 باب 13 ما يحتج الله به على العباد يوم القيامة، وفيه ثلاثة أحاديث. 285
14 باب 14 ما يظهر من رحمته تعالى في القيامة، وفيه تسعة أحاديث. 286
15 باب 15 الخصال التي توجب التخلص من شدائد القيامة وأهوالها، وفيه 79 حديثا. 290
16 باب 16 تطاير الكتب وإنطاق الجوارح، وسائر الشهداء في القيامة، وفيه 22 حديثا 306
17 باب 17 الوسيلة وما يظهر من منزلة النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام، وفيه 35 حديثا. 326