شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٤ - الصفحة ٢٦
على التعميم.
* الأصل:
12 - علي بن محمد، ومحمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، ومحمد بن يحيى، عن أحمد ابن محمد بن عيسى جميعا، عن أبي هاشم الجعفري قال: سألت أبا جعفر الثاني: (عليه السلام) ما معنى الواحد، فقال: إجماع الألسن عليه بالوحدانية كقوله تعالى: (لئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله).
* الشرح:
(علي بن محمد، ومحمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا، عن أبي هاشم الجعفري قال: سألت أبا جعفر الثاني (عليهما السلام) ما معنى الواحد) سأل عن تفصيل معناه وتفسير مغزاه.
(فقال: إجماع الألسن عليه بالوحدانية) (1) أي تفرده بالإلهية ووجوب الوجود وسائر ما يختص به وإنما أجاب بالمشتق منه مع أن السؤال عن المشتق لأن المشتق لا يمكن معرفته إلا بمعرفة المشتق منه والمراد بإجماع الألسن المقالية على سبيل الاختيار والاضطرار أو إجماع الألسن الحالية بنطق العجز والافتقار (كقوله: (ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله) انطباقه على الاحتمال الأول ظاهر; لأن الظاهر أنهم كانوا يقولون ذلك بلسان المقال على تقدير السؤال، وسر ذلك أن الله تعالى وهب كل نفس قسطا من معرفته حتى نفوس الجاحدين له فإنها أيضا معترفة بوجوده ووحدانيته وإيجاده لهم لشهادة أعلام وجوده وآيات صنعه في أنفسهم على ذلك بحيث تحكم صراحة عقولهم بالحاجة إلى

1 - قوله: «اجماع الألسن عليه» هنا مسألتان; الأولى: عن معنى الواحد، والثانية: الدليل عليه. وظاهر السؤال أنه عن المعنى وتفسير الشارح يدل على أنه بصدد الاستدلال على إثبات هذه الصفة. إشكال آخر وهو أن اتفاق العقول وإجماع الألسن على وجود الله تعالى ليس دليلا على وحدته، كيف وأكثر الناس مشركون، وليس من شأن الإمام الاستدلال على التوحيد بإجماع الناس فالأوضح إرجاع الجواب إلى بيان معنى الوحدة ليستقيم المعنى ولا يرد عليه الإشكال. وذلك بأن يقال: ليس معنى الوحدة في صفته تعالى الوحدة العددية المتبادرة إلى الأذهان إذ ليس هو تعالى واحدا من الموجودات حتى يكون له ثان وثالث بل هو الموجود الحقيقي ليس غيره موجودا إلا غير مستقل بنفسه وحينئذ فيكون معنى الوحدة عين معنى التشخص فإن حقيقته تعالى عين حقيقة الوجود والوجود عين التشخص، والتشخص بمعنى عدم احتمال تعدد الأفراد; لأن هذا الاحتمال لا يتطرق إلا في ماهية كلية وليس وجوب الوجود ماهية كلية وإذا كان كذلك فلا يمكن أن يشير أحد إلى فرد منه وآخر إلى فرد آخر، بل كل الناس يشير إلى فرد واحد كما في كل مشخص. ألا ترى أن المسيح (عليه السلام) رجل متشخص بعينه فكل من تلفظ بلفظ المسيح أراد ذلك الواحد بعينه بخلاف ما إذا تلفظ بلفظ النبي فإنه يمكن أن يريد أحد به موسى (عليه السلام) والآخر عيسى (عليه السلام) ومعنى الوحدة فيه (تعالى) أنه متشخص بذاته وكل من تلفظ بلفظ الله أو تصور معناه فإنما يشير إلى ذلك الواحد بعينه وإن كان مشركا. (ش)
(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 ... » »»
الفهرست