شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٤ - الصفحة ٢٦٩
باب المشيئة والإرادة * الأصل:
1 - علي بن محمد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن محمد بن سليمان الديلمي، عن علي بن إبراهيم الهاشمي قال: سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام) يقول: لا يكون شيء إلا ما شاء الله وأراد وقدر وقضى.
قلت: ما معنى شاء؟ قال: ابتداء الفعل، قلت: ما معنى قدر؟ قال: تقدير الشيء من طوله وعرضه، قلت: ما معنى قضى؟ قال: إذا قضى، أمضاه فذلك الذي لا مرد له.
* الشرح:
(علي بن محمد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن محمد بن سليمان الديلمي، عن علي بن إبراهيم الهاشمي قال سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام) يقول: لا يكون شيء إلا ما شاء الله وأراد وقدر وقضى.
قلت: ما معنى شاء؟ قال: ابتداء الفعل) لما كان قوله (عليه السلام): لا يكون شيء إلا ما شاء الله دالا بحسب الظاهر على أن المعاصي تقع بمشيئته تعالى (1) وإرادته وهذا لا يستقيم على المذهب الحق سأل السائل عن معنى المشية حتى يظهر له وجه الاستقامة، فأجاب (عليه السلام) بأن المشية ابتداء الفعل وأوله، ولعل المراد بابتداء الفعل أن مشيته تعالى أول فعل من الأفعال وكل فعل غيرها يتوقف عليها ويصدر بعدها كما يدل عليه ما مر عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «خلق الله المشية بنفسها ثم خلق الأشياء بالمشية» يعني خلق أفعاله بها وكذا خلق أفعال عباده بها لكن بتوسط مشية جازمة صادرة منهم كما عرفت في الباب السابق، فإذن سلسلة جميع الأفعال منتهية إلى مشيته تعالى أو المراد به أن مشته تعالى أول المشيات وكل مشية سواها تابعة لها كما أنه تعالى هو الفاعل الأول وكل فاعل بعده فاعل ثانوي يسند إليه فعله بلا واسطة وإلى الفاعل الأول بواسطة وهذا معنى مشيته تعالى لأفعال العباد ومعنى إسناد أفعالهم إلى مشيته أو المراد به إيجاد الآلة مثل الحياة والقوة والقدرة والهمة والشوق فكأنه شاء أفعالهم على سبيل التجوز والله أعلم. وفي محاسن البرقي في هذه الرواية بعد هذا السؤال والجواب.

1 - قوله: «إن المعاصي تقع بمشيئته» وكلامنا في هذا الحديث هو كلامنا في ما سبق من أن تخصيصه بالأمور التكوينية أقرب وأولى بخلاف بعض ما سيأتي. (ش)
(٢٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 ... » »»
الفهرست