شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٤ - الصفحة ٢٩
الموت والجمع لما يصلحه وما في لجج البحار وما في لحاء الأشجار والمفاوز والقفار وإفهام بعضها عن بعض منطقها وما يفهم به أولادها عنها ونقلها الغذاء إليها ثم تأليف ألوانها حمرة مع صفرة وبياض مع حمرة وأنه ما لا يكاد عيوننا تستبينه لدمامة خلقها لا تراه عيوننا ولا تلمسه أيدينا علمنا أن خالق هذا الخلق لطيف لطف بخلق ما سميناه بلا علاج ولا أداة ولا آلة وأن كل صانع شيء فمن شيء صنع والله الخالق اللطيف الجليل خلق وصنع لا من شيء.
* الشرح:
(علي بن إبراهيم، عن المختار بن محمد بن المختار الهمداني، ومحمد بن الحسن، عن عبد الله ابن الحسن العلوي جميعا عن الفتح بن يزيد الجرجاني، عن أبي الحسن (عليه السلام)) قال: العلامة: الفتح ابن يزيد الجرجاني صاحب المسائل لأبي الحسن (عليه السلام) واختلفوا فيه (1) أنه هو الرضا أو الثالث (عليهما السلام) والرجل مجهول، والإسناد إليه مدخول. وقيل: المراد به إما الرضا (عليه السلام) كما يلوح من كتاب التوحيد للصدوق، وإما الثالث (عليه السلام) كما يلوح من كشف الغمة.
أقول: وقد نقل الصدوق - رحمه الله - في كتاب عيون أخبار الرضا (عليه السلام) هذا الحديث بهذا السند عن الرضا (عليه السلام) (قال: سمعته يقول: وهو اللطيف الخبير) يعني هو اللطيف بدقائق الأشياء والخبير بحقايقها (السميع البصير) يعني هو السميع للأصوات الخفية من الحيوان الصغار في لجج البحار وبطون القفار، والبصير للأشياء الدقيقة مما لا يكاد يدرك بلحظ العيون وطرف الأبصار (2) (الواحد الأحد الصمد) يعني هو الواحد المطلق الذي لا تعدد فيه ذاتا وصفة، والأحد المستنكف عن الشريك والنظير، والصمد الذي يلوذ به جميع الكائنات ويرجع إليه جميع الممكنات (لم يلد ولم يولد) يعني لم يكن له ولد وزوجة ولم يكن له والد وأم لتنزهه عن لواحق الشهوة وتوابع الجسم وخواص الإمكان ومعايب الافتقار وسمات الحدوث (ولم يكن له كفوا أحد) المقصود نفي إمكان وجود الكفؤ له لا بيان عدم وجوده مع إمكانه

١ - قوله: «واختلفوا فيه» روايته عن الرضا وعن الهادي (عليهما السلام) ممكن محتمل إذ لا يبعد بقاؤه من زمن الرضا (عليه السلام) إلى عصر الهادي (عليه السلام) ولم يكن الفاصلة بين قتل الرضا (عليه السلام) وإمامة الهادي (عليه السلام) إلا عشرين سنة وفتح بن يزيد مجهول الحال، وراويه مختار بن محمد بن مختار غير مذكور في الرجال وإنما ذكروا مختار بن بلال أو هلال بن مختار وأما ابن محمد بن مختار فكان متأخرا عن الشيخ الطوسي (رحمه الله) ذكره الشيخ منتجب الدين في الفهرست ويوجد رواية الفتح بن يزيد عن الرضا صريحا في كثير من أبواب الفقه يطلب من مظانه. (ش) 2 - قوله: «في لجج البحار» فيه تعسف إذ ليس لحيوان الماء صوت. (ش)
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 ... » »»
الفهرست