وكذا أخرجه أبو سعيد ابن الاعرابي في معجمه. ويدل على ذلك ما عن أبي داود بلفظ:
إن ابنتي أو ابني. وفي رواية: إن ابنتي قد حضرت. قوله: إن لله ما أخذ قدم ذكر الاخذ على الاعطاء وإن كان متأخرا في الواقع لما يقتضيه المقصد، والمعنى أن الذي أراد الله أن يأخذ هو الذي كان أعطاه، فإن أخذه أخذ ما هو له، فلا ينبغي الجزع، لأن مستودع الأمانة لا ينبغي له أن يجزع إذا استعيدت منه، ويحتمل أن يكون المراد بالاعطاء إعطاء الحياة لمن بقي بعد الموت، أو ثوابهم على المصيبة، أو ما هو أعم من ذلك. وما في الموضعين مصدرية، ويجوز أن تكون موصولة والعائد محذوف. قوله: وكل شئ عنده بأجل مسمى أي كل من الاخذ والاعطاء، أو من الأنفس، أو ما هو أعم من ذلك، وهي جملة ابتدائية معطوفة على الجمل المذكورة، ويجوز في كل النصب عطفا على اسم أن فينسحب التأكيد عليه، ومعنى العندية العلم فهو من مجاز الملازمة، والأجل يطلق على الحد الأخير وعلى مطلق العمر. قوله: مسمى أي معلوم أو مقدر أو نحو ذلك.
قوله: ولتحتسب أي تنو بصبره طلب الثواب من ربها. قوله: ونفسه تقعقع بفتح التاء والقافين، والقعقعة حكاية صوت الشن اليابس إذا حرك. قوله: كأنها في شنة بفتح الشين وتشديد النون القربة الخلقة اليابسة، شبه البدن بالجلد اليابس، وحركة الروح فيه بما يطرح في الجلد من حصاة ونحوها. قوله: ففاضت عيناه أي النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد صرح به في رواية شعبة. قوله: هذه رحمة أي الدمعة أثر رحمة، وفيه دليل على جواز ذلك، وإنما المنهي عنه الجزع وعدم البصر. قوله:
وإنما يرحم الله من عباده الرحماء الرحماء جمع رحيم وهو من صيغ المبالغة، ومقتضاه أن رحمة الله تعالى تختص لمن اتصف بالرحمة وتحقق بها، بخلاف من فيه أدنى رحمة، لكن ثبت عند أبي داود وغيره من حديث عبد الله بن عمرو: الراحمون يرحمهم الرحمن والراحمون جمع راحم، فيدخل فيه من فيه أدنى رحمة. ومن فيه قوله من عبادة بيانية، وهي حال من المفعول قدمت ليكون أوقع.