جامع المدارك - السيد الخوانساري - ج ٢ - الصفحة ١٦٤
لو تصورها لم يصدر منه الفعل وهذا لا يخرجه عن العمد والاختيار، ويقع الاشكال والخلاف فيما إذا تناول المفطر عمدا تحرزا عن الضرر المتوعد عليه فقيل بعدم الافساد، وقيل إنه مفسد، واستدل على القول الأول بالأصل وقوله صلى الله عليه وآله (رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه) والمراد رفع حكمها ومن جملته القضاء والكفارة، وأجيب بأن حديث الرفع وإن شمل الآثار الشرعية من دون اختصاص بخصوص المؤاخذة إلا أنه يختص بالآثار القابلة للرفع دون الآثار العقلية وموافقة المأتي به للمأمور به التي ينتزع منها وصف الصحة أو مخالفته له التي ينتزع منها وصف الفساد ليست قابلة للرفع، وقد سبق النظر في هذا الجواب وأنه بعد ما كان المنشأ شرعيا لا مجال للاشكال من هذه الجهة ألا ترى أن حديث (لا تعاد الصلاة إلا من خمس) يقتضي صحة الصلاة الفاقدة لبعض الأجزاء أو بعض الشرائط مع عدم موافقة المأتي به للمأمور به، هذا ولكن العمل بحديث الرفع في كثير من أمثال المقام غير معهود بل لعل العمل بها يستلزم فقها جديدا.
ويشهد للفساد والبطلان ما عن الكافي بسنده عن رفاعة عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (دخلت على أبي العباس بالحيرة فقال: يا أبا عبد الله ما تقول في الصيام اليوم؟ فقلت: ذاك إلى الإمام إن صمت صمنا وإن أفطرت أفطرنا فقال: يا غلام علي بالمائدة فأكلت معه وأنا أعلم والله أنه يوم من شهر رمضان فكان إفطاري يوما و قضاؤه أيسر علي من أن يضرب عنقي ولا يعبد الله) (1) إلا أن يستشكل بضعف السند وعدم العمل به حيث أنه نسب إلى الأكثر القول بعدم الفساد وأنه كالنسيان وبالجملة فالمسألة محل إشكال.
وأما عدم الفساد بمص الخاتم ومضغ الطعام للصبي وزق الطائر ونحوها مما لا يتعدى إلى الحلق فللأصل وقوله عليه السلام في صحيح ابن مسلم (لا يضر الصائم إذا اجتنب ثلاث خصال أو أربع - الخ) وصحيح الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام (سئل عن المرأة يكون له الصبي وهي صائمة فتمضغ الخبز وتطعمه قال: لا بأس

(١) الكافي ج ٤ ص ٨٢ و 83 تحت رقم 7.
(١٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الزكاة من تجب عليه الزكاة 2
2 فيما تجب فيه الزكاة 12
3 شروط وجوبها 17
4 زكاة الأنعام 19
5 زكاة النقدين 35
6 زكاة الغلات 41
7 فيما يستحب فيه الزكاة 48
8 اشتراط الحول والسوم في الخيل 53
9 وقت وجوبها 54
10 أصناف المستحقين 57
11 زكاة الفطرة 86
12 فيمن تجب عليه 86
13 شرط وجوبها 89
14 جنسها وقدرها 90
15 وقت وجوبها 94
16 مصرفها 99
17 كتاب الخمس 102
18 خمس الكنائز 103
19 ما يستخرج بالغوص 111
20 أرباح التجارات 112
21 تفسير المؤونة 119
22 خمس ارض الذمي إذا اشترى من مسلم 120
23 خمس المال المختلط بالحرام 121
24 تقسيم الخمس ستة أقسام 127
25 الأنفال 132
26 مصرف الخمس 137
27 كتاب الصوم 140
28 فيما يمسك عنه الصائم 148
29 فيما يجب على من أفطر 170
30 من يصح منه الصوم 189
31 صوم المسافر 192
32 أقسام الصوم 196
33 أحكام شهر رمضان 196
34 شروط وجوب الصيام 206
35 شرائط وجوب القضاء 209
36 يقضى عن الميت أكبر ولده 214
37 أحكام قضاء شهر رمضان 218
38 بقية أقسام الصوم 222
39 الصوم المندوب 222
40 الصوم المحرم 230
41 الذين جاز لهم الافطار 236
42 كتاب الاعتكاف 243
43 شروط الاعتكاف 243
44 أقسام الاعتكاف 248
45 أحكام الاعتكاف 250
46 كتاب الحج 253
47 وجوب الحج شرائطه 254
48 أحكام نيابة الحج 303
49 الوصية بالحج 319
50 أقسام الحج 328
51 مواقيت الاحرام 360
52 أفعال الحج 371
53 الاحرام 373
54 التلبية 380
55 أحكام الاحرام 391
56 تروك الاحرام 395
57 مكروهات الاحرام 418
58 عدم جواز دخول مكة بغير إحرام 421
59 الوقوف بعرفات 425
60 الوقوف بالمشعر 435
61 حكم من فاته الحج 443
62 مناسك منى 446
63 الطواف 487
64 أحكام الطواف 509
65 السعي 520
66 أحكام السعي 524
67 أحكام منى 531
68 زيارة البيت 543
69 أحكام الحرم 550
70 استحباب زيارة المشاهد في المدينة المنورة 553
71 العمرة المفردة 557
72 إجزاء عمرة التمتع عن المفردة 561
73 الاحصار والصد 562
74 أحكام الصيد 572
75 كفارات الاستمتاع 613
76 بقية كفارات الاحرام 623