تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ١ - الصفحة ١٣١
واقع فيها بما فيه مما ذكر كالأشجار ونحوها للنفسية والأسلحة للحيوانية والثمار للطبيعية والحمام موضوع بأصل وضعه للتنظيف من نحو الأوساخ والدرن والعفونات والقمل ولدفع أمراض كثيرة كالحميات والتخم والاعياء وأنواع الهيضة والنزلات ولما كان من العروق ما هو بعيد الاغوار أرق من الشعر وكان الدواء إنما يجذب الأقرب من المعدة فالأقرب والدهن إنما يخلل ما في الجلد خاصة وكانت الضرورة قاضية باجتماع عفونات في أمكنة لا يبلغها الدهن ولا الدواء وأن اجتماعها على تطاول المدد لابد وأن يحدث أمراضا ضارة جعل الحمام للتلطيف والتحليل لكل ما استعصى ومن ثم أمروا به غب الدواء وفيه تنشيط وتخفيف وكان البدن بعده كالذي بدأ في الوجود وإذا خفف أو ثقل لم يفسد كذا قرروه لكنه مع هذه المنافع غير خال عن ضرر لجاهل بالتدبير فان الدخول إليه على الخواء أعنى الجوع المفرط سواء أخذ مالم يمسك الرمق أم لم يأخذ شيئا يصدع بالأبخرة وهيجان الحرارة ويرعش بالتحليل واليبس العرضي وإسالة الخلط إلى المفاصل أو يوهن القوى جميعها إن لم يصادف ما يسيله فيضعف الشهوتين ويملا البطون بالاخلاط وأفهم هذا القول أن دخوله على الشبع أيضا مولد للرياح والسدد والتخم الكثيرة وكالشبع الاخلاط الغليظة وأصبر الناس على الحمام البلغميون فالسوداويون وأسرع الناس ضررا الصفراويون خصوصا على الجوع وزمن الحر وهذه المضار وإن ثبتت للحمام ممكنة التدارك وأقل من المنافع التي لا يمكن تحصيلها بسواه وقال ابن زهر: الحمام ضار موجب لتعفين الاخلاط وفسادها والتحليل وهو كلام لا ينبغي تضييع الزمان في رده فادخله إن شئت كمال نفعه وأمان ضرره مطلقا إذا كان القمر أو الشمس أو هما معا في أحد البروج المائية وهو أشد وأعظم لمن جاوز الثماني والعشرين من السنين كما أن الثاني أبلغ لمن دونها والأول لمن لم يجاوز السبع في الماء من الأبراج وهى السرطان والعقرب والحوت لان البروج منقسمة على الطبائع لكل واحد ثلاثة بشرط أن يكون النير الكائن في أحد هذه البروج بريئا من النحوس ويقدم عليه رياضة على القوانين بحسب المزاج والسن والبلد والفصل وليكن تدريجا بأن يمكث أولا في الأول حتى يألف الهواء الحار بالنسبة إلى الذي كان فيه ثم الثاني فإنه يشبه الأول بوجه ما ولا يدخل الثالث إلا عند إرادة الخروج فإنه مجفف قوى التحليل إلا في نحو مصر من البلاد التي ليس تحت حماماتها نار كذا قرروه ويمكن أن مثل هذه في البلاد الباردة تقابل بما ليس كذلك في غيرها فلا حاجة إلى الاستثناء وينبغي أن تكون أفعال الحمام مع اعتدال بلا إفراط إذ ما من حالة إلا وقد حفت بالخصلتين فان الدلك إذا أفرط هزل وأسال الاخلاط إلى أعماق البدن وإن قل سمن على غير اعتدال طبيعي كنحو الخراج وقليل الدهن يهيج الحرارة وكثيره يرخى وكذا نقع البدن في الابازير يعنى الحيضان وأجودها المغاطس المشهورة الآن فان قليله يهيج البخار ويفسد الدماغ فسادا عظيما إن لم يبادر إلى غمره بالماء أولا وكثيره يحلل ويورث الرعشة وحد كل فعل فيها أن يحس بإسقاط القوى وإلا فهو جيد وهذه الثلاثة هي العمدة فيها، قيل سئل الأستاذ عن الحمام فقال الدلك والدهن والانتقاع وقال الطبيب من دخل الحمام ولم يتغمز ولم ينتقع فقد جلب الضرر لنفسه قال بعض المفسرين يريد بالغمز الدلك فيكون كالأول وقيل التكبيس فيكون أمرا رابعا وقد يقال التغميز أعم والدلك لازمه وقدم الدلك لأنه أول ما يجب أن يعمل قبل التحليل وإن تأخر أفسد ولو قدم عليه الدهن لم تخرج الأوساخ وأتبع بالدهن ليصلح العضو وينعم البشرة ويحلل ما تحت الجلد بسريانه في المسام التي فتحها الدلك ولأنه لم يمكن الختم به لضرورة الاحتياج إلى التنظيف
(١٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 المقدمة بحسب ما أسلفناه وفيها فصول: 4
3 فصل في تعداد العلوم وغايتها وحال هذا العلم معها 4
4 فصل ولما كان الطريق إلى استفادة العلوم إما الإلهام أو الفيض المنزل الخ 5
5 فصل وإذا قد عرفت المنزع والدستور في تقسيم العلوم فينبغي أن تعرف أن حال الطب معها على أربعة أقسام 7
6 فصل ينبغي لهذه الصناعة التعظيم والخضوع لمتعاطيها لينصح بذلها وكشف دقائقها 8
7 (الباب الأول في كليات هذا العلم والمدخل إليه 9
8 فصل وإذا كمل البدن مستتما بهذه الأمور صار حينئذ معروض أمور ثلاثة 13
9 فصل ومما يلحق بهذه الأسباب أمور تسمى اللوازم 15
10 فصل ومما يجري مجرى اللوازم الأحوال الثلاثة أعني الصحة والمرض والحالة المتوسطة 15
11 فصل ولما كانت هذه الأمراض قد تخفى على كثير كانت الحاجة مشتدة إلى إيضاحها الخ 16
12 فصل اعلم أن التناول أما فاعل بالمادة والكيفية ذاتا وعرضا وهو الغناء الخ 17
13 (الباب الثاني) في القوانين الجامعة لأحوال المفردات والمركبات الخ 19
14 فصل اعلم أن كل واحد من هذه المفردات والمركبات الخ 19
15 فصل وإنما كان التداوي والاغتذاء بهذه العقاقير للتناسب الواقع بين المتداوي والمتداوى به 20
16 الفصل الثاني في قوانين التركيب وما يجب فيه من الشروط والأحكام 30
17 (الباب الثالث) في ذكر ما تضمن الباب الثاني أصوله من المفردات والأقراباذينات 32
18 حرف الألف 33
19 حرف الباء 65
20 حرف التاء 90
21 حرف الثاء 100
22 حرف الجيم 102
23 حرف الحاء 113
24 حرف الخاء 135
25 حرف الدال 149
26 حرف الذال المعجمة 160
27 حرف الراء 164
28 حرف الزاي 172
29 جرف السين المهملة 185
30 حرف الشين 207
31 حرف الصاد 221
32 حرف الضاد المعجمة 225
33 حرف الطاء المهملة 229
34 حرف الظاء المعجمة 234
35 حرف العين المهملة 235
36 حرف الغين المعجمة 242
37 حرف الفاء 246
38 حرف القاف 253
39 حرف الكاف 265
40 حرف اللام 277
41 حرف الميم 286
42 حرف النون 326
43 حرف الهاء 334
44 حرف الواو 338
45 حرف الياء 340