تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ١ - الصفحة ١٣٠
على عضة الكلب أصلحها وجلده إذا لف فيه من ضرب بالسياط دفع ألمها. ومن خواصه: أن النظر إلى عينيه يصحح البصر ويمنع نزول الماء وأن ملسوع العقرب إذا قال في أذنه قد لدغت بالعقرب أو ركبه مقلوبا سكن الوجع وإن ذكر اسمه لها لم تبرح من مكانها، ومن عمل خاتما من حافر الوحشي اليمين وتختم به في الخنصر اليسرى ثم أخذ سيرا من جبهة الحمار مطلقا وشد على الرأس أو العضد دفع الصرع ومنع الجان من دخول المنزل وهذه علمت من جنى علمها لانسى وهو مشهورة ونهيقه يضر الكلاب ويورثهم وهما وإن ذكره يعظم مقابله إذا أخذ حيا وأكل في حمام مقلوا مبزرا وهو يولد السوداء ويصلحه تعاهد إخراجها بالقئ والتنقية [حمام] هو وضع صناعي مربع الكيفيات اختيارا لمطلق التدبير وواضعه الأستاذ كالبيمارستان قاله ابن جبريل وأندروماخس صاحب الترياق استفاده من شخص دخل غارا فسقط في ماء حار من الكبريت وبه تعقيد العصب فزال فحدث الحكيم أن إسخان الماء في موضع يسخن فيه الهواء جيد فأحدثه أو هو سليمان عليه الصلاة والسلام لكن ظاهر ما أخرجه الطبراني عن الأشعري مرفوعا أن أول من دخل الحمام سليمان عليه السلام لا يعطى أنه الواضع نعم هو أول من أحدث الصابون والنورة له، وموضوع الحمام البدن من جهة التحليل والتلطيف وغايته ما سيأتي من النفع ومادته العناصر الأربعة فيصح إن صحت وبالعكس في الكل والبعض والمبدأ والغاية والتوسط وفاعله المحكم له وصورته التي ينبغي أن يكون عليها التربيع لقرب هذا الشكل من الصحة، وأفضل الحمام مطلقا حمام عال مرتفع في البناء لئلا يحصر الأنفاس المختلفة فيفسد بها وينحل الهواء فيه بسرعة بعد تخلخل وانبساط ويلطف البخار الصاعد إلى الاعلى كما نشاهده من قبة الإنبيق فان اتسع مع ذلك كان أقوى في تفريق الهواء وتلطيفه وقبوله التكيف بما ذكر ولا سيما إن طال عهده أي قدم بناؤه لان الجديد فاسد بأبخرة الاحجار والطين وعفونة ما يشرب من الماء في أجزائه وبرده، قال في الحلبيات ولا يصدق على الحمام القدم إلا بعد سبع سنين فحينئذ يكون غاية خصوصا إن عذب ماؤه ولطف هواؤه وأحكم صانعه مزاجه وينبغي مع ذلك أن يكون مسلخه الذي تجعل فيه الثياب لطيف الصنعة واسع الفضاء وهو مع هذا مصور أكثره بما لطف من الصور الأنيقة كالأشجار والأزهار والاشكال الدقيقة والعجائب لأجل راحة تحصل بالنظر فيها عند الاتكاء وقد حلل الحمام القوى وأن يكون فيه ماء كثير قد نظف فان الحمام آخذ من القوى محلل بلا شبهة خصوصا إذا طال المقام فيه والنظر في الأشياء المذكورة منعش مقو وأن يشتمل داخله على البيوت الكثيرة الرطوبة اللطيفة أولا فالحرارة مستدير الحيضان عميقها كثير القدور لاختلاف المياه حسب المزاج فخرج المختص بشخص وأن يفرش برخام لينعكس الماء وينحل أو نحوه من الجسوم الصلبة خصوصا إن كان مفتوح الأزقة كحمامات الروم وأما فرش الاحجار الرخوة والتراب والخشب وجعل اللبابيد على أبوابه ولبس الثياب فيه فردئ لا يجوز استعماله بحال لفساد البخار حينئذ وعوده على الأبدان. وفى الصقليات: أنه إذا جعل من الخشب فليكن من الأردوج ونحوه كالجميز لقلة قبول مثل هذه حبس البخار وأن تكثر التآريب والتلافيف في دهاليزه ويحكم طبق أبوابه لتقوم الحرارة وأن يصان من الغبار والدخان والتبخر بنحو كساحات الطريق خصوصا إذا عتقت القدور ولا يفتح إلى الجنوب وأن يكثر فيه المنافذ وتستر بنحو البلور للضوء وتكشف وقت الحر لفصل ما انعقد وتلطيفه ويعاهد بالاصلاح إذا عتق والبخورات الطببة والتنظيف وإزالة ما مكث من الماء في الابازين لئلا يفسد فيضر وأن يكون المسلخ موافقا للقوى الثلاثة لان التحليل
(١٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 المقدمة بحسب ما أسلفناه وفيها فصول: 4
3 فصل في تعداد العلوم وغايتها وحال هذا العلم معها 4
4 فصل ولما كان الطريق إلى استفادة العلوم إما الإلهام أو الفيض المنزل الخ 5
5 فصل وإذا قد عرفت المنزع والدستور في تقسيم العلوم فينبغي أن تعرف أن حال الطب معها على أربعة أقسام 7
6 فصل ينبغي لهذه الصناعة التعظيم والخضوع لمتعاطيها لينصح بذلها وكشف دقائقها 8
7 (الباب الأول في كليات هذا العلم والمدخل إليه 9
8 فصل وإذا كمل البدن مستتما بهذه الأمور صار حينئذ معروض أمور ثلاثة 13
9 فصل ومما يلحق بهذه الأسباب أمور تسمى اللوازم 15
10 فصل ومما يجري مجرى اللوازم الأحوال الثلاثة أعني الصحة والمرض والحالة المتوسطة 15
11 فصل ولما كانت هذه الأمراض قد تخفى على كثير كانت الحاجة مشتدة إلى إيضاحها الخ 16
12 فصل اعلم أن التناول أما فاعل بالمادة والكيفية ذاتا وعرضا وهو الغناء الخ 17
13 (الباب الثاني) في القوانين الجامعة لأحوال المفردات والمركبات الخ 19
14 فصل اعلم أن كل واحد من هذه المفردات والمركبات الخ 19
15 فصل وإنما كان التداوي والاغتذاء بهذه العقاقير للتناسب الواقع بين المتداوي والمتداوى به 20
16 الفصل الثاني في قوانين التركيب وما يجب فيه من الشروط والأحكام 30
17 (الباب الثالث) في ذكر ما تضمن الباب الثاني أصوله من المفردات والأقراباذينات 32
18 حرف الألف 33
19 حرف الباء 65
20 حرف التاء 90
21 حرف الثاء 100
22 حرف الجيم 102
23 حرف الحاء 113
24 حرف الخاء 135
25 حرف الدال 149
26 حرف الذال المعجمة 160
27 حرف الراء 164
28 حرف الزاي 172
29 جرف السين المهملة 185
30 حرف الشين 207
31 حرف الصاد 221
32 حرف الضاد المعجمة 225
33 حرف الطاء المهملة 229
34 حرف الظاء المعجمة 234
35 حرف العين المهملة 235
36 حرف الغين المعجمة 242
37 حرف الفاء 246
38 حرف القاف 253
39 حرف الكاف 265
40 حرف اللام 277
41 حرف الميم 286
42 حرف النون 326
43 حرف الهاء 334
44 حرف الواو 338
45 حرف الياء 340