تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ١ - الصفحة ١٠٧
إلى الصفرة وهذا هو المعروف في مصر بالبسلة أو صفار مفرطح أغبر وهذا هو الجلبان الأسود ومن الجلبان نوع خامس يسمى القصاص رقيق الغلاف والحب أبيضهما والجلبان يزرع في السنة مرتين أواخر الشتاء ويدرك أول الصيف وأواسط الصيف ويدرك بالخريف إلا البسلة وكله بارد في أول الثالثة يابس في آخر الثانية إذا طبخ الأبيض منه بالغا وشرب ماؤه بالعسل نقى قصبة الرئة والسعال وأوجاع الصدر والفضلات الغليظة وأدر الفضلات خصوصا اللبن وجميع أنواعه تنقى الكلف غسلا وضمادا وتحلل الأورام طلاء بالعسل والبسلة تقارب الكرسنة في جبر الكسر وإصلاح العصب والعضل لصوقا وكله علف جيد للحيوان أما أكله فمولد للاخلاط السوداوية والوسواس والرياح الغليظة كالايلاوس وكبر الأنثيين وداء الفيل والدوالي لانحداره غليظا ويصلحه أن يضر القلى معه في الطبخ ونحو حطب التين لينعم ويتبع بشراب العسل [جلد] هو أعدل الأعضاء في كل حيوان مع أنه بارد يابس بالنسبة إلى اللحوم وإذا نضج وأكل غذى غذاء أصلح من سائر الأعضاء ولولا سوء هضمه لكان أشد ما يقوى به المهزول والجلود كلها صالحة حال سلخها للقروح المزمنة وضرب السياط ما اختص به كل جلد من الفوائد إذا ثبت عندنا ذكرناه مع أصله ولهذا الشرط ضربنا عن ذكر جلد ابن آوى في قولهم إنه يحفظ الأشجار تعليقا [جلنجبين] معرب عن فارسية وأصله كل انجبين يعنى ورد وعسل وهو أصله والمعمول من السكر يسمى بالعجمية كل باشكر وأجوده ما أحكمت صنعته وأوزانه وكان ورده نقيا وحلوه جيدا وأجله كاملا. وصنعته: كل منهما أن يترك الورد ليلة ثم تنزع أقماعه وبزره ثم يحرر وزنه ويمرس في إجانة خضراء بمثليه من كل من العسل المنزوع أو السكر ويجعل في زجاج ويحكم سده ويوضع في الشمس من رأس الجوزاء إلى نصف الأسد ويرفع وبعضهم يرى أن يعمل الورد طريا من يومه وأن يبقى أربعين يوما وبعضهم ستين والأولى ما ذكرناه وهذا هو معجون الورد الصحيح وحينئذ يكون العسلي حارا يابسا في الثانية والسكرى حارا في الثانية رطبا في الأولى والنوعان يقويان الدماغ والمعدة ويجففان البلة الغريبة ويمنعان البخار من الصعود خصوصا إذا أخذ بعد الطعام والعسل للمبرودين والمشايخ ومن غلبت على أدمغتهم الرطوبة كسكان مصر أوفق وينفع من وجع المفاصل والنقرس والفالج ويفتت الحصى ويحل عسر البول ومع ربعه معجون كمون يحل الرياح الغليظة كالقولنج وأوجاع الظهر ويهضم الطعام وملازمته في الشتاء تحفظ الصحة والسكرى أوفق للمحرورين وأصحاب اليابسين وينفع من مبادى الوسواس والجنون وإذا أخذ منه من معجون الاسطوخودس سواء ومن معجون البنفسج نصف أحدهما وأحكمت الثلاثة خلطا وتمودي على استعمالها أزالت الرمد العتيق والبخار وضعف البصر والصداع والشقيقة والسدر والاخلاط المحترقة جربت ذلك مرارا وإذا طبخ معجون الورد العسلي مع التربد وبزر الكرفس بالغا وصفى وشرب مرارا أزال اللقوة والفالج واسترخاء الفم واللسان ومبادى المفاصل مجرب والسكرى إذا طبخ بالتمر هندي والعناب كذلك أزال الدوخة والسدر ومعجون الورد متى طبخ ناب عن شرابه وهو معطش يضر بالكبد ويصلحه الخشخاش والشربة من جرمه أربعة مثاقيل وإذا طبخ فليؤخذ منه أربعة عشر مثقالا ولتطبخ بوزنها ست مرات من الماء حتى يبقى الثلث وليكن المضاف قدر نصفها غالبا وقد رأى بعضهم أن يكون السكر والعسل مثل الورد وهذا وإن كان جائزا فإنه غير جيد وربما احتيج في أثناء الامر إلى إعادة عسل أو سكر عليه وقوة العسلي تبقى إلى أربع سنين والسكرى إلى سنتين [جلنسرين] من النسرين [جلجان] السمسم ويطلق على الكزبرة أيضا [جلوز] بالمعجمة البندق والمهملة الصنوبر [جلز] بالمعجمة الجلبان [جليف] الزوان [جلهم] من العوسج [جلاب] وهو السكر
(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 المقدمة بحسب ما أسلفناه وفيها فصول: 4
3 فصل في تعداد العلوم وغايتها وحال هذا العلم معها 4
4 فصل ولما كان الطريق إلى استفادة العلوم إما الإلهام أو الفيض المنزل الخ 5
5 فصل وإذا قد عرفت المنزع والدستور في تقسيم العلوم فينبغي أن تعرف أن حال الطب معها على أربعة أقسام 7
6 فصل ينبغي لهذه الصناعة التعظيم والخضوع لمتعاطيها لينصح بذلها وكشف دقائقها 8
7 (الباب الأول في كليات هذا العلم والمدخل إليه 9
8 فصل وإذا كمل البدن مستتما بهذه الأمور صار حينئذ معروض أمور ثلاثة 13
9 فصل ومما يلحق بهذه الأسباب أمور تسمى اللوازم 15
10 فصل ومما يجري مجرى اللوازم الأحوال الثلاثة أعني الصحة والمرض والحالة المتوسطة 15
11 فصل ولما كانت هذه الأمراض قد تخفى على كثير كانت الحاجة مشتدة إلى إيضاحها الخ 16
12 فصل اعلم أن التناول أما فاعل بالمادة والكيفية ذاتا وعرضا وهو الغناء الخ 17
13 (الباب الثاني) في القوانين الجامعة لأحوال المفردات والمركبات الخ 19
14 فصل اعلم أن كل واحد من هذه المفردات والمركبات الخ 19
15 فصل وإنما كان التداوي والاغتذاء بهذه العقاقير للتناسب الواقع بين المتداوي والمتداوى به 20
16 الفصل الثاني في قوانين التركيب وما يجب فيه من الشروط والأحكام 30
17 (الباب الثالث) في ذكر ما تضمن الباب الثاني أصوله من المفردات والأقراباذينات 32
18 حرف الألف 33
19 حرف الباء 65
20 حرف التاء 90
21 حرف الثاء 100
22 حرف الجيم 102
23 حرف الحاء 113
24 حرف الخاء 135
25 حرف الدال 149
26 حرف الذال المعجمة 160
27 حرف الراء 164
28 حرف الزاي 172
29 جرف السين المهملة 185
30 حرف الشين 207
31 حرف الصاد 221
32 حرف الضاد المعجمة 225
33 حرف الطاء المهملة 229
34 حرف الظاء المعجمة 234
35 حرف العين المهملة 235
36 حرف الغين المعجمة 242
37 حرف الفاء 246
38 حرف القاف 253
39 حرف الكاف 265
40 حرف اللام 277
41 حرف الميم 286
42 حرف النون 326
43 حرف الهاء 334
44 حرف الواو 338
45 حرف الياء 340