ديوان السيد حيدر الحلي - السيد حيدر الحلي - ج ٢ - الصفحة ٢٦
وقال مادحا بعضهم:
أهدي إليك أخا الفخار تحية * رقت كرقة طبعك الشفاف وافتك تحسب أنها دارية * حملت شذاك لأنفك المستاف وفد السرور بها لتهنئة العلى * فيما حبيت به من الألطاف أنت الذي عكف الثناء بربعه * وأطاف فيه الحمد أي مطاف شهدت لك (الفيحاء) أنك زدتها * شرفا لأنك صفوة الاشراف وبها لك انتهت الرياسة كلها * فرفلت في حبراتها الأفواف وبها قدمت فكان أيمن مقدم * طرق العداة بمرغم الأناف كانت أماني أنفس مكذوبة * دعت الحسود لقلة الانصاف وقال يمدح السيد سلمان النقيب وقد التمسه الحاج مصطفى كبه وذلك ببغداد سنة 1295 ه‍:
بنى العشق ما أحلى إلي كل عاشق * طلا لمشوق زفها كف شائق ولم أر في الأحشاء ألطف موقعا * وأرشق من نبل العيون الرواشق وأغرق أهل الحب في الحب مهجة * بكل غرير في المحاسن فائق أظنهم حتى على لحظ عينه * بما احمر من ورد بخديه رائق وما العمر عندي كلمه غير ليلة * يبيت رهيف الخصر فيها معانقي ترف على صدري خوافق فرعه * رفيف حشا منى على الشوق خافق كأن الثريا طوقته هلالها * ومن حسد مدت له كف سارق من الريم لم يألف سوى الرمل ملعبا * ولم يرتبع إلا باحناء بارق ونشوان من مشمولة الدل قده * أرق من الغصن انعطافا لوامق مورد ما بين العذارين زارني * فنزه أحداقي بلون الحدائق وقلت وقد أرخى على الخد صدغه * لقد سلسل الريحان فوق الشقائق اقبل طورا ورد خديه ناشقا * عبير شذى ما شق عرنين ناشق وألثم طورا ثغره العذب راشفا * سلافة خمر لم تدنس بذائق خلوت وما بي ريبة غير نظرة * تزودتها منه بعيني مسارق وراودته لكن من الثغر قبلة * ألذ وأشهى من غبوق لغابق وأعرضت عما دون عقد أزاره * عفافا وقد زالت جميع العوائق وحسبك مني شيمة قد ورثتها * من الغالبيين الكرام المعارق خليلي ما للكأس كفي ولا فمي * ولا كبدي للناهدات العوانق نسيت وما بي يعلم الله صبوة * ولا اجتذبت أحشاي بعض العلائق عشقت ولكن غير جارية المها * وما العيش إلا للمعالي بلائق خذا من لساني ما يروق ذوي النهى * ويترك أهل النظم خرس الشقاشق مديحا له تجلو مفارقها العلى * وسلمان منها غرة في المفارق وقور على الاحداث لا تستخفه * إذا طرقت في الدهر إحدى السوابق ومن كعلي القدر كان أبا له * يزن بحجاه راسيات الشواهق نقيب بني الاشراف أعلى كرامهم * عمادا وأسناهم فناء لطارق فما قلبت أم النقابة قبله * ولا بعده في مثله طرف رامق فتى إن سرى يوما لاحراز مفخر * فليس له غير العلى من مرافق لقد غدت الدنيا عليه جميعها * مغاربها تثنى ثناء المشارق تطرق أم المجد في بيت سؤدد * يظلل عزا بالبنود الخوافق فأنجب من سلمان وهو ذكا العلى * ببدر نهى يجلو ظلام الغواسق همام نمته دوحة نبوية * إلى مثمر في المجد منها ووارق له النسب الوضاح في جبهة العلى * مع الحسب السامي جميع الخلائق يعد رسول الله فخرا لمجده * وحسبك مجدا في الذرى والشواهق تضوع بعطفيه السيادة مثلما * تضوع عرف المسك طيبا لناشق به اقتدحت زند النجابة هاشم * ففي وجهه من نورها لمع بارق سما في المعالي طالبا قدر نفسه * إلى شرف فوق الكواكب باسق وفات جميع السابقين إلى العلى * فقصر عن إدراكه كل سابق وقالوا: رويدا حك عاتقك السهى * فقال: وما قدر السهى حك عاتقي تمنطق طفلا بالرياسة واحتذى * بأخمصها تيجان أهل المناطق إليكم ملوك الأرض عن ذي سرادق * تجمعت الدنيا به في السرادق تقبل أهل الفخر أعتاب داره * فيأرج منها طيبها في المفارق فداء مفاتيح الندى من بنانه * أكف على أموالها كالمغالق تعلل راجيها إذا اسود ليله * بكاذب وعد فجره غير صادق ندى بنان الكف في كل شتوة * يجف بها ضرع الغيوم الدوافق فحين تشيم المجدبون بوارقا * تمنوا نداه غيث تلك البوارق وضئ المجالي والمعالي كليهما * وعذب السجايا والندى والخلائق أخف على الأرواح طبعا من الهوى * ولكنه في الحلم هضبة شاهق فما طلعة البدر المنير مضيئة * كطلعته الغراء في كل غاسق مهيب فلولا ما به من تكرم * لما لمحته هيبة عين رامق فما هيبة الضرغام دون عرينه * كهيبته القعساء دون السرادق لقد كتب الله الفخار له على * لواء على في الغرب والشرق خافق تضايقت الدنيا ببعض فخاره * على أنه فراج كل المضايق يضيع فضاء الأرض في رحب صدره * إذا هي غصت في الخطوب الطوارق من الفاطميين الذين تراضعت * قناهم طلى الأعداء في كل مازق هم توجوا هام الملوك ببيضهم * وداسوا على انماطهم بالسوابق إذا نزلوا كانوا ربيع بني المنى * وإن ركبوا كانوا حماة الحقائق تعانق فوق الخيل عالية القنا * عناق سواها الغيد فوق النمارق هم القوم ما للشيخ منهم لكهلهم * وما منهم في كهلهم للمراهق وهذا ابنهم سلمان والفرع طيبه * يجي على مقدار طيب المعارق إذا مسحت منه العلى وجه سابق * جلت من أبي محمود غرة لاحق فتى علمه يحكي غزارة جوده * وما علم قوم غير محض التشادق وقد قومت منه الإصابة رأيه * فكان لفتق الدهر أحزم راتق ومنطيق فصل لو يشاء لسانه * لفل حدود الفاصلات البوارق يحاكي بقطع الخصم أسياف قومه * فيمضى مضاها في الطلى والمرافق ويطعنه في قلبه بنوافذ * نفوذ قناهم في قلوب الفيالق أبا المصطفى أرغمت أنت وذو النهى * شقيقك في العلياء شم المناشق لقد زنتما جيد العلى من بنيكما * بسمطي فريد في العلى متناسق فيا قمرا سارت بذكر علائه * نجوم القوافي في سماء المهارق إليك تعدت فكرتي كل فكرة * لما لم يكن فيه مجال محاذق فجاءت من القول الذي انفردت به * بآيات نظم أفحمت كل ناطق سلمت على الدنيا وفخرك مشرق * يضئ ضياء الشمس في كل شارق لك الدهر عبد لا يرى المجد عتقه * ولا هو يلوي عنكم جيد آبق وقال في مدح بعض الاشراف:
بقيتي هي بين الشوق والأرق * حشا تذوب وجفن غير منطبق قد لون الدهر دمعي في تلونه * فانهل من أحمر قان ومن يقق وقيدتني عن شأو حوادثه * وقلن دونك والغايات فاستبق فكيف يسبق من كان الزمان له * قيدا يجاذبه عن رسنه الغلق وهل يؤدي لخل حق خلته * (545) يامن تعوذه في كل شارقة * أم السماح برب الناس والفلق عذرا فداؤك في طرق الندى فئة * أرى المكارم فيهم وحشة الطرق ما أبطأت عنك لا صدا ولا مللا * آيات شوق ولا الاعراض من خلقي وكيف أغفل حقا أنت صاحبه * وكان ذلك فرضا لازما عنقي

545 بياض: في المخطوطتين والمطبوعتين.
(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 ... » »»