ديوان السيد حيدر الحلي - السيد حيدر الحلي - ج ٢ - الصفحة ٢١
وقال يمدح العلامة الشيخ محمد حسن آل يس الكاظمي (536):
صباح الهدى من ضوء وجهك مسفر * ومن نوره ليل التهجد مقمر خلقت كما شاء التقى غير منطو * على ريبة فيما تسر وتجهر لك انتهت اليوم الرياسة للهدى * وإنك قبل اليوم فيها لأجدر ولم أدر حتى زار شخصك ناظري * بأن التقى في الأرض شخص مصور وأعظم شئ أن كفك لم يقم * بها عرض الدنيا وكلمك جوهر يقر بعين الدين أنك نير * به حوزة الاسلام تزهو وتزهر وفرج صدري كون ناديك للتقى * وأنك للأحكام فيه المصدر فخاصمت فيك البدر يشرق نوره * وإن عليه حجتي منه أنور فقال: كلانا زاهر في سمائه * فقلت: نعم لكن محياه أزهر وقالت نجوم الأفق: إني كثيرة * فقلت: مزايا شيخنا مناك أكثر وقال النسيم الغض: إني لعاطر * فقلت: شذا أخلاقه منك أعطر ودع راحتيه يا سحاب فمنهما * يصوب الندى طبعا وأنت مسخر لقد نشأت من رحمة الله فيهما * سحائب عشر بالعوارف تمطر فيا علماء الأرض شرقا ومغربا * كذا فليكن من للهدى يتخير ويا خير من يرتاده آمل الورى * فمنظره في روضة منه يحبر إذا قيل فيمن روضة الفضل تزهر * وأي بحار العلم أروى وأغزر؟
إليك غدت تومي الشريعة لا إلى * سواك وأثنت وانثنت لك تشكر وإن قيل من للمشكلات يحلها * ذكرت ولم تعقد (537) بغيرك خنصر حليف التقى ما سار ذكر لذي تقى * بمنقبة إلا وذكرك أسير لقد ضم منك البرد والبرد طاهر * فتى هو من ماء الغمامة أطهر فتى حببته في النفوس خلائق * يكاد بها من وجهه البشر يقطر فلو لم أبت فيها من الهم صاحيا * لقلت هي الصهباء من حيث تسكر إليك عروسا كنت أسلفت مهرها * ولم تجل لولا أنها لك تمهر شكرتك ما أسديته من صنيعة * تقدمت فيها والصنيعة تشكر عطايا أتت منك ابتداءا حسابها * إلي وما كانت ببالي تخطر وغير عجيب إن بدا من محمد * بمنزلة تشجى الحواسد حيدر فما عصرنا إلا القيامة شدة * وما فيه إلا حوض جدواك كوثر رمت عنده الدنيا كبار همومها * وهمته العلياء منهن أكبر وطاف رجاها في حماه محلقا * عن الناس حيث الكل منهم مقصر

536 مرت ترجمته في الجزء الأول ص 185.
537 في المخطوطة: يعقد.
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»