ديوان السيد حيدر الحلي - السيد حيدر الحلي - ج ٢ - الصفحة ٢٢
وقال يمدح الحاج محمد صالح كبه:
بنور وجهك لا بالشمس والقمر * أضاء أفق سماء المجد والخطر وفي البرية من معروفك انتشرت * رواية الشاهدين السمع والبصر تحدثوا عنك حتى أن كل فم * به عبير شذا من نشرك العطر فذكرك المسك بين الناس يسحق * باللسان والفم لا بالفهر والحجر وخلقك الروضة الغناء ترهم (538) في * نطاف بشرك لا في ريق المطر وكفك البحر ما غاض الرجاء به * إلا وأبرز منه أنفس الدرر ودار عزك تغدو الوفد ناعمة * فيها بأرغد عيش ناعم نضر بها الضيوف تحي منك أكرم من * يعطى الرغائب من بدو ومن حضر حيث الجنان على بعد تضي بها * للطارقين ضياء الأنجم الزهر لقد غدا الأفق العلوي يحسدها * على مواقدها في سالف العصر وود لو أنها كانت به بدلا * من الكواكب حتى الشمس والقمر فالشهب والبدر يطفي الصبح ضوءهما * والشمس في الليل لم تشرق ولم تنر لكن دارك لم تبرح مواقدها * مضيئة تصل الاصباح بالسحر ما زلت ترفع فيها للقرى كرما * نارا شكا الأفق منها لافح الشرر يا مقرض الأرض في عصر به وثقت * بنو الزمان بكنز البيض والصفر كأنما الله لم يندب سواك إلى * قرض يضاعفه في محكم السور فلم تكن بشرا بل أنت روح ندى * للعالمين بدت في صورة البشر يفدي يديك ابن حرص لا حياء له * يلقي العفاة بوجه قد من حجر جرى لعلياك من جهل فقلت له: * لقد جريت ولكن جرى منحدر سما بك الحظ إلا عن علاء أبي * المهدي حطك ذل العجز والخور أنت المعذب بالأموال تجمعها * خوف البغيضين من فقر ومن عسر وهو المفرق ما يحويه مدخرا * كنز الخطيرين من حمد ومن شكر ما ديمة القطر من صغرى أنامله * للمحل أقتل في أعوامه الغبر يا ناظرا سير الأمجاد دونك خذ * منه العيان ودع ما جاء في السير تجد به من أبيه كل مأثرة * ما للحيا مثلها في الجود من أثر يريكها هو أو (عبد الكريم) بلا * شك وأيهما إن شئت فاختبر لا تطلبن بها من ثالث لهما * هل ثالث شارك العينين بالنظر تفرعا للعلى من دوحة سقيت * ماء التقى فزكت في أول العصر وقد سما فرعها الاعلى فأثمر ما * بين النجوم بمثل الأنجم الزهر بكل صافي المحيا بشره كرم * وكل أخلاقه صفو بلا كدر ما أحدقوا بالرضا إلا وخلتهم * كواكبا تستمد النور من قمر مهذب يتبع النعمى بثانية * دأبا وجود سواه بيضة العقر له مناقب مجد كلها غرر * في جبهة الدهر بل أبهى من الغرر زواهر في سماء الفضل دائرة * بمثلها فلك الخضراء لم يدر رأى الثناء لباس الفخر تنسجه * يد الندى لذوي العلياء والخطر فجاد حتى دعاه البحر حسبك ما * أبقى سماحك لي فضلا على البشر وكل عنه لسان البرق ثم دعا * بالرعد أكرمت إني عنك ذو قصر ينمي إلى طيبي الأعراق من عقدوا * على العفاف قديما طاهر الأزر أعزة نورهم هاد ووجه * مساعيهم حسين بليل الحادث النكر الوارثان من المهدي كل على * لافقها طاهر الأوهام لم يطر والباسطان لدى الجدوى أكفهما * سحائبا تمطر العافين بالبدر والغالبان على الفخر الكرام معا * بحيث لم يدعا فخرا لمفتخر يا طيب فرع سماح مثمر بهما * ما كل فرع سماح طيب الثمر لم يطلعا غاية للفخر ليس ترى * شأوا بها لمجيد غير منحسر إلا وللمصطفى أبصرت مالهما * يوم الرهان من الايراد والصدر أغر ما زهرت للشهب طلعته * إلا وغضت حياء وجه منستر خذوا بني الشرف الوضاح كاعبة * مولودة الحسن بين البدو والحضر لم تجل في مجلس إلا بوصفكم * تبسمت كابتسام الروض بالزهر إن يصد نقص أناس فكر مادحهم * ففضلكم صيقل الألباب والفكر لا زال بيت علاكم للورى حرما * يحجه الوفد مأمونا من الغير

538 الرهمة: المطر الخفيف الدائم.
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»