وجاء الحق - سعيد أيوب - الصفحة ٥٤
صدقت، فرفع يد علي فقال: هذا وليي والمؤدي عني، وإن الله مولى من والاه ومعادي من عاداه " (1).
وعند ما نوزع علي بن أبي طالب أيام خلافته، ذمر الناس بهذا الحديث، فعن أبي الطفيل قال: " جمع علي الناس في الرحبة، ثم قال: أنشد بالله كل امرئ مسلم سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول يوم غدير خم ما قال لما قام، فقام إليه ثلاثون من الناس، قال أبو نعيم: فقام إليه ناس كثير، فشهدوا حين أخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيده فقال: أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: من كنت مولاه فهذا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " (2)، وزاد في رواية: " وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه وانصر من نصره واخذل من خذله " (3).
وقال في الفتح الرباني: " قال السيوطي في الأزهار المتناثرة في الأحاديث المتواترة: حديث من كنت مولاه، أخرجه الترمذي عن زيد بن أرقم، والإمام أحمد عن علي وأبي أيوب الأنصاري، والبزار عن عمرو ذي مر، وأبي هريرة، وطلحة، وعمار، وابن عباس، وبريدة، والطبراني عن ابن عمر، ومالك بن الحويرث، وحبشي بن جنادة، وجرير، وسعد بن أبي وقاص، وأبي سعيد الخدري، وأبو نعيم عن جندع الأنصاري، وقد خصص له الهيثمي سبع صفحات " (4).
وقال الحافظ الكتاني: " حديث من كنت مولاه في رواية لأحمد أنه سمعه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثون صحابيا، وشهدوا به لعلي لما نوزع أيام .

(١) قال ابن كثير: رواه ابن جرير، وقال الذهبي: هذا حديث حسن، وقال: وجدت ذلك في نسخة مكتوبة عن ابن جرير، البداية: ٥ / ٢١٣.
(٢) رواه أحمد، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة وهو ثقة، الزوائد:
٩ / ١٠٤.
(٣) رواه البزار وابن جرير، وقال الهيثمي: رجاله ثقات، كنز العمال: ١٣ / 158، وصححه الألباني، الصحيحة: 5 / 343.
(4) الفتح الرباني: 23 / 128.
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»
الفهرست