عقائد السنة وعقائد الشيعة ، التقارب والتباعد - صالح الورداني - الصفحة ٢١٢
التأويل والتحريف للنصوص الواردة فيهم غزت حقيقتهم القلوب وشع نورهم بين الدروب وبرزت مكانتهم ساطعة كالشمس لتتلاشى أمامها كل خيوط الظلام (1).
من هنا فإن ملامح آل البيت عند الشيعة تتحدد لنا من خلال ما يلي:
إنهم معصومون.
إنهم لا يقاس بهم أحد.
إنهم اثنا عشر إماما.
فبخصوص العصمة فهي أداة لازمة للقيام بمهمتهم بعد الرسول كما بينا سابقا.
إما كونهم لا يقاس بهم أحد فذلك لما لهم من مكانة تجعل الناس يقاسون بهم ولا يقاسون هم بأحد. ويقتدي الناس بهم ولا يقتدون بأحد.
ويتعلم الناس منهم ولا يتعلمون من أحد (2).
أما كونهم اثني عشر فهذا ما حددته النصوص الواردة عند الطرفين. وإن كان أهل السنة يطبقون هذه النصوص على الحكام ولم يقض ذلك على حيرتهم في تحديد الاثني عشر كما بينا فإن الشيعة يطبقون هذه النصوص على أئمة آل البيت المحددين بالاسم والمشهورين في الأمة محل رضا وقبول وعشق الجميع.
فمن ثم لا أثر للحيرة عندهم في هذا الأمر خاصة أن هناك الكثير من النصوص الواردة على لسان النبي صلى الله عليه وآله لدى السنة ولديهم تحدد أسماء هؤلاء الأئمة.

(1) حاول معاوية وأولاده من بعده تشويه آل البيت وطمس هويتهم والقضاء على وجودهم وفرض سب الإمام علي على المنابر حتى جاء عمر بن عبد العزيز فرفع السب ووضع مكانه قوله تعالى: (إن الله يأمر بالعدل والاحسان) ثم استمرت هذه السياسة بعد مصرع عمر حتى زالت دولة بني أمية ومجئ بني العباس الذين انتهجوا في مواجهة آل البيت نهجا أشد عدواة وشراسة. وعلى الرغم من ذلك بقيت مكانة آل البيت في قلوب الجماهير وظهرت الطرق الصوفية لتعبر عن هذا الحب الجارف لآل البيت الذي يعكس قداستهم ومكانتهم.
(2) أنظر ينابيع المودة للقندوزي. ونور الأبصار للشبلنجي. والصواعق المحرقة لابن حجر الهيتمي.
وقد ورد هذا اللفظ على لساني ابن عمر وابن حنبل.
(٢١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 207 208 209 210 211 212 213 214 215 217 218 ... » »»
الفهرست