عقائد السنة وعقائد الشيعة ، التقارب والتباعد - صالح الورداني - الصفحة ٢٠٩
أمية. وكذلك لما أوتيه من العدل وبقي الاثنان المنتظران أحدهما المهدي لأنه من آل بيت محمد صلى الله عليه وآله (1).
ويقول النووي وقيل إن معناه أنهم يكونون في عصر واحد يتبع كل واحد منهم طائفة. قال القاضي ولا يبعد أن يكون هذا قد وجد إذا تتبعت التواريخ فقد كان بالأندلس وحدها منهم في عصر واحد بعد أربعمائة وثلاثين سنة ثلاثة كلهم يدعيها ويلقب بها وكان حينئذ في مصر آخر وكان خليفة الجماعة العباسية ببغداد سوى من كان يدعي ذلك في ذلك الوقت في أقطار الأرض (2).
ونخرج من تفسيرات أهل السنة لحديث الأئمة الاثنا عشر بالنتائج التالية:
أولا: إن هناك اختلافا وتخبطا واضحا في تحديد الأئمة والخلفاء المقصودين من الحديث.
ثانيا إن فقهاء أهل السنة حصروا تفسير الحديث في حدود بني أمية.
ثالثا: إن بصمة السياسة واضحة في تفسيرات النص.
رابعا: إن هذه التفسيرات قد أغفلت ذكر المهدي.
خامسا: تبدو الحيرة الواضحة في تفسير السيوطي الذي ذكر أحد عشر خليفة وليذكر الثاني عشر.
سادسا: أن تحديد الخليفة المقصود تم على أساس اجتماع الناس عليه وليس على أساس اختيار المسلمين الحر له فالناس اجتمعت على معاوية ويزيد وبني أمية بالسيف وليس بالشورى وحتى الذين سبقوهم من الخلفاء لم يجتمع الناس عليهم بالشورى مما يشير إلى أن النص أخضع للسياسة ولعقيدة أهل السنة التي تقر بالسمع والطاعة للمتغلب على السلطة بالسيف فهم دائما مع الغالب وإن كان فاسدا وغلبته تعني اجتماع الناس عليه وهذا تفسير يبدو فيه الاضطراب والتخبط إذ أن حكام العصر العباسي تنطبق عليهم نفس الحالة ومع ذلك أغفلوا ذكرهم

(1) تاريخ الخلفاء للسيوطي / المقدمة.
(2) مسلم شرح النووي / كتاب الإمارة.
(٢٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 ... » »»
الفهرست